فصل: (تابع: حرف الفاء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الفاء‏]‏

زحلف‏:‏ الزُّحْلُوفةُ‏:‏ كالزُّحْلوقة، وقد تَزَحْلَفَ‏.‏ الجوهري‏:‏

الزُّحْلُوفةُ آثارُ تَزَلُّجِ الصِّبيان من فوقِ التَّلِّ إلى أَسْفَله، وهي لغة

أَهل العالية، وتميمٌ تقوله بالقاف، والجمع زحالِفُ وزَحالِيفُ‏.‏

الأَزهري‏:‏ الزَّحاليفُ والزَّحالِيقُ آثار تزلج الصبيان من فوقُ إلى أَسفلُ، واحدها زُحْلوقة، بالقاف؛ وقال في موضع آخر‏:‏ واحدها زُحلوفة وزُحلوقة‏.‏ وقال

أَبو مالك‏:‏ الزُّحلوفة المكانُ الزَّلِقُ من حَبْل الرِّمالِ يلعَب عليه

الصبيان، وكذلك في الصَّفا وهي الزَّحاليف، بالياء، وكأَن أَصله زحل

فَزيدت فاء‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الزُّحْلُوفةُ مكانٌ مُنْحَدِرٌ مُملَّسٌ

لأَنهم يَتَزَحْلَفُون عليه؛ وأَنشد لأَوْس بن حجر‏:‏

يُقَلِّبُ قَيْدوداً كأَنَّ سَراتَها

صَفا مُدْهُنٍ، قد زَلَّقَتْه الزَّحالِفُ

أَي يُقَلِّب هذا الحمار أَتاناً قَيْدُوداً أَي طويلة أَي يُصَرِّفُها

يميناً وشمالاً، والمُدْهُنُ‏:‏ نُقْرة في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ؛ وقال مزاحِفٌ العُقَيْلِيُّ‏:‏

بَشاماً ونَبْعاً، ثم مَلْقَى سِبالهِ

ثِمادٌ وأَوْشالٌ حَمَتْها الزَّحالِفُ

ومَلْقى سِبالِه أَي مُنْغَمَسُ رأَْسه في الماء‏.‏ والسِّبال‏:‏ شعر

لِحْيَتِه، والذي في شعره‏:‏ سَقَتْها الزَّحالِفُ أَي يقعُ المطر والنَّدى على

الصخر فيصل إليها على وُفوره وكماله‏.‏

والزَّحْلَفةُ كالدَحْرجةِ والدفْع، يقال‏:‏ زَحْلفْتُه فَتَزَحْلَفَ، والزَّحالِيفُ والزَّحالِيكُ واحدة‏.‏

وروي عن بعض التابعين‏:‏ ما ازْلَحَفَّ ناكِحُ الأَمة عن الزِّنا إلا

قلِيلاً؛ أَبو عبيد‏:‏ معناه ما تَنَحَّى وما تباعَدَ‏.‏ يقال‏:‏ ازْلَحَفَّ

وازْحَلَفَّ وتَزَحْلَفَ وتزَلحَفَ إذا تَنَحَّى‏.‏ ويقال للشمس إذا مالت

للمَغِيبِ إذا زالَتْ عن كَبِدِ السماء نصف النهار‏:‏ قد تَزَحْلَفَتْ؛ قال

العجاج‏:‏والشمسُ قد كادتْ تكونُ دَنَفا، أَدْفَعُها بالرَّاحِ كَيْ تَزَحْلَفا

قال ابن بري‏:‏ ومثله قول أَبي نُخَيْلَةَ‏:‏

وليسَ وَلْيُ عَهْدِنا بالأَسْعَدِ

عيسى، فَزَحْلِفْها إلى مُحمَّدِ، حتى تُؤدَّى مِنْ يَدٍ إلى يَدِ

ويقال‏:‏ زَحْلَفَ اللّه عنا شَرَّكَ أَي نَحَّى اللّه عنا شرَّك‏.‏

زحنقف‏:‏ الأَزهري‏:‏ الزَّحَنْقَفُ الذي يَزْحَفُ على اسْتِه؛ وأَنشد أَبو

سعيد للأَغلب‏:‏

طَلَّةُ شَيخٍ أَرْسَحٍ زَحَنْقَفِ، له ثَنايا مِثْلُ حَبِّ العُلَّفِ

زخف‏:‏ أَهمله الليث‏.‏ وفي النوادر المُثْبتة عن الأَعراب‏:‏ الشَّوْذَقَةُ

والتَّزْخِيفُ أَخْذُ الإنسانِ عن صاحبه بأَصابعه الشَّيْذَقَ‏.‏ قال أَبو

منصور أَما الشَّوْذَقَة فمعرّب، وأَما التزخيفُ فأَرجو أَن يكون عربيّاً

صحيحاً‏.‏ ويقال‏:‏ زَخَفَ يَزْخَفُ إذا فَخَرَ‏.‏ ورجل مِزْخَفٌ‏:‏ فَخُورٌ؛ وقال البُرَيْقُ الهُذلي‏:‏

وأَنتَ فَتاهُم غير شَكٍّ زَعَمْتَه، كَفَى بِكَ ذا بَأْوٍ بِنَفْسِكَ مِزْخَفا

قال‏:‏ ذكر ذلك الأَصمعي وأَظُنّ زَخَفَ مَقلوباً عن فَخز‏.‏

زخرف‏:‏ الزُّخْرُفُ‏:‏ الزِّينةُ‏.‏ ابن سيده‏:‏ الزُّخْرفُ الذهب هذا الأَصل، ثم سُمِّي كل زِينةٍ زُخْرُفاً ثم شبه كلُّ مُمَوَّه مُزَوَّرٍ به‏.‏ وبيت

مُزَخْرفٌ، وزَخْرَفَ البيت زَخْرَفَةً‏:‏ زَيَّنَه وأَكْمَلَه‏.‏ وكلُّ ما

زُوِّقَ وزُيِّنَ، فقد زُخْرِفَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي، صلى اللّه عليه

وسلم، لم يدخل الكعبة حتى أَمَرَ بالزُّخْرُفِ فنُحِّيَ؛ قال‏:‏ الزخرف ههنا

نُقُوشٌ وتَصاويرُ تُزَيَّنُ بها الكعبةُ وكانت بالذهب فأَمر بها حتى

حُتّت؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ ولبيوتهم أَبْواباً وسُرراً عليها يتكئُون

وزُخْرُفاً؛ قال الفراء‏:‏ الزخرف الذهب، وجاء في التفسير‏:‏ إنَّا نجعلها لهم من فِضَّة ومن زُخْرف، فإذا أَلقيت من الزخرف

أَوقعت الفعل عليه

أَي وزخرفاً نجعل لهم ذلك، قيل‏:‏ ومعناه ونجعل لهم مع ذلك ذهباً وغِنًى، قال‏:‏ وهو أَشبه الوجهين بالصواب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ نَهَى أَن تُزخْرَفَ

المساجدُ أَي تُنْقَشَ وتُمَوَّه بالذهب، ووجه النهي يحتمل أَن يكون لئلا

تَشْغَل المصلي‏.‏

وفي الحديث الآخر‏:‏ لَتُزَخْرِفُنّها كما زَخْرَفَتِ اليهود والنصارى، يعني المساجد‏.‏ وفي حديث صفة الجنة‏:‏ لَتَزَخْرَفَتْ له ما بين خَوافِقِ

السمواتِ والأَرض‏.‏ وقال ابن الأَعرابي في قوله تعالى‏:‏ زُخْرُفَ القولِ

غُرُوراً، أَي حُسْن القول بتَرْقِيشِ الكذِب، والزُخْرُفُ الذهبُ في غيره‏.‏

وقوله عز وجل‏:‏ حتى إذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخْرُفَها أَي زينتها من الأَنْوارِ والزّهْر من بين أَحْمر وأَصفر وأَبيض‏.‏ وقال ابن أَسلم‏:‏ الزُّخْرُفُ

مَتاعُ البيت‏.‏ والزخرف في اللغة‏:‏ الزينة وكمالُ حُسْنِ الشيء‏.‏

والمُزَخْرَفُ‏:‏ المُزَيَّنُ، وفي وصِيته لِعيّاش بن أَبي ربيعة لمّا بعثه إلى اليمن‏:‏

فلن تأْتِيك حُجّةٌ إلا دَحَضَتْ ولا كِتاب زُخْرُفٍ إلا ذهَبَ نُورُه

أَي كتابُ تمويه وترقيشٍ يزعمون أَنه من كتب اللّه وقد حُرِّفَ أَو غُيِّرَ

ما فيه وزُيِّنَ ذلك التغيير ومُوِّهَ‏.‏ والتَّزَخْرُفُ‏:‏ التَّزَيُّنُ‏.‏

والزَّخارِفُ‏:‏ ما زُيِّنَ من السُّفُن‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ والزَّخارِفُ السفن‏.‏

والزُّخْرُفُ‏:‏ زينةُ النباتِ؛ ومنه قوله عز وجل‏:‏ حتى إذا أَخذتِ الأَرضُ

زُخْرُفَها؛ قيل‏:‏ زِينتها بالنبات، وقيل‏:‏ تمامَها وكمالَها‏.‏ وزَخْرَفَ

الكلامَ‏:‏ نَظَّمَه‏.‏ وتَزَخْرَفَ الرجلُ إذا تَزَيَّن‏.‏

والزَّخارِفُ‏:‏ ذُبابٌ صِغار ذاتُ قوائمَ أَربع تطير على الماء؛ قال أَوس

بن حجر‏:‏

تَذَكَّرَ عَيْناً من غُمازَ، وماؤُها

له حَدَبٌ تَسْتَنُّ فيه الزخارِفُ

وفي التهذيب‏:‏ دُوَيْبّاتٌ تطير على الماء مثل الذُّباب‏.‏

والزُّخْرُفُ‏:‏ طائر، وبه فسّر كُراع بيت أَوْسٍ‏.‏ وزَخارِفُ الماء‏:‏

طرائقُه‏.‏

زدف‏:‏ يقال‏:‏ أَسْدَفَ عليه السِّتْر وأَزْدَفَ عليه السِّتْر‏.‏

زرف‏:‏ زَرَفَ إليه يَزْرِفُ زُرُوفاً وزَريفاً‏:‏ دنا؛ وقول لبيد‏:‏

بالغُراباتِ فَزَرَّافاتِها، فبِخِنْزيرٍ فأَطْرافِ حُبَلْ

عنى بذلك ما قَرُبَ منها ودَنا‏.‏ وناقة زَرُوفٌ‏:‏ طويلةُ الرِّجْلَيْنِ

واسعةُ الخَطْوِ‏.‏ وناقة زَرُوفٌ ومِزْرافٌ أَي سَريعةٌ، وقد زَرَفَتْ‏.‏

وأَزْرَفْتُها أَي حَثَثْتها؛ قال الراجز‏:‏

يُزْرِفُها الإغْراءُ أَيَّ زَرْفِ

ومشت الناقةُ زَرِيفاً أَي على هِينَتِها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

وسِرْتُ المَطِيَّةَ مَوْدُوعةً‏.‏

تُضَحِّي رُوَيْداً وتَمشي زَريفا

تُضَحِّي‏:‏ تَمْشِي على هِينَتِها؛ يقول‏:‏ قد كَبِرْت وصارَ مَشْيي

رُوَيداً وإنما شِدَّةُ السَّيْر وعَجْرَفِيَّتُه للشَّبابِ، والرجلُ في ذلك

كالناقة‏.‏

والزَّرْفُ‏:‏ الإسْراعُ‏.‏ والزَرَّافُ‏:‏ السريعُ‏.‏ وأَزْرَفَ القومُ

إزْرافاً‏:‏ عَجِلوا في هَزيمةٍ أَو غيرها‏.‏ وأَزْرَفَ إذا تقدَّم؛ وأَنشد‏:‏

تُضَحِّي رُويداً وتمشي زريفا

وأَزْرَفَ في المشْيِ‏:‏ أَسْرع‏.‏ وزَرَفْتُ وأَزْرَفْتُ إذا تَقَدَّمْتَ

إليه‏.‏ وزَرَفَتِ الناقةُ‏:‏ أَسْرَعَتْ‏.‏ وأَزْرَفْتُها إذا أَخْبَبْتَها في السير؛ رواه الصرّام عن شمر، زَرَفَتْ وأَزْرَفْتُها، الزاي قبل الراء‏.‏

والزَّرافةُ‏:‏ دابةٌ حَسَنةُ الخَلْقِ من ناحِيةِ الحَبَش‏.‏ وأَزْرَفَ إذا

اشترى الزرافةَ، وهي الزَّرافةُ والزرافّةُ، والفتح والتخفيف أَفْصحهما، ويقال لها بالفارسية أُشْتُرْ كاوْبَلَنْك وقيل‏:‏ هي بفتح الزاي وضمها

مخففة الفاء‏.‏ والزَّرَّافةُ والزَّرافةُ‏:‏ مِنْزَفَةُ الماء؛ قال

الفرزدق‏:‏ويُبْيِتُ ذا الأَهْدابِ يَعْوي، ودُونه

من الماء زَرَّافاتُها وقُصُورُها

وزَرِفَ الجُرْحُ يَزْرَفُ زَرَفاً وزَرَفَ زَرْفاً وأَزْرَفَ، كلُّ

ذلك‏:‏ انْتَقَضَ ونُكِسَ بعد البُرْء‏.‏ وخِمسٌ مُزَرِّفٌ‏:‏ مُتْعِبٌ؛ وقال

مُلَيْحٌ‏:‏

يَسِيرُ بها للقَوْمِ خِمْسٌ مُزَرِّف

وزَرَفَ في حديثه‏.‏ وزَرَّفَ على الخمسين‏:‏ جاوَزَها‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ أَتَوْني

بِزَرافَّتِهِمْ أَي بِجماعتهم‏.‏ قال‏:‏ وغير القَنانِّي يخفف الزَّرافةَ، والتخفيفُ أَجْوَدُ، قال‏:‏ ولا أَحفظ التشديد عن غيره‏.‏ والزَّرافةُ، بالفتح‏:‏ الجماعة من الناس، وكان القنانيُّ يقوله بتشديد الفاء‏.‏ والزَّرافاتُ‏:‏

الجماعات؛ قال ابن بري‏:‏ وذكره ابن فارس بتشديد الفاء وكذا حكاه أَبو عبيد

في باب فَعالَّةٍ عن القَنانيّ، قال‏:‏ وكذا ذكره القَزَّاز في كتابه الجامع بتشديد الفاء؛ يقال‏:‏ أَتاني القوم بِزَرافَّتِهم مثل الزَّعارَّةِ، قال‏:‏ وهذا نص جلي أَنه بتشديد الفاء دون الراء؛ قال‏:‏ وقد جاء في شعر لبيد

بتشديد الراء في قوله‏:‏

بالغُرابات فزرَّافاتِها، فبِخِنْزيرٍ فأَطرافِ حُبَلْ

قال‏:‏ وأَما قول الحجاج في خطبته‏:‏ إيّاي وهذه الزّرافات يعني الجماعات، فالمشهور في هذه الرواية التخفيف، واحدهم زَرافة، بالفتح، نَهاهُم أن يجتمِعوا فيكون ذلك سبباً لثَوَران الفِتْنة‏.‏ وفي حديث قُرَّةَ بن خالد‏:‏ كان

الكلبي يُزَرِّفُ في الحديث أَي يَزيدُ فيه مثل يُزَلِّفُ، واللّه أعلم‏.‏

زعف‏:‏ موت زُعافٌ وذُعافٌ وذُؤافٌ وزُؤاف‏:‏ شديدٌ، وقيل‏:‏ الموت الزُّعافُ

الوَحِيُّ‏.‏

وزَعَفَه يَزْعَفُه زَعْفاً وأَزْعَفَه‏:‏ رَماه أَو ضَرَبه فمات مكانه

سريعاً‏.‏ وقد أَزْعَفْتُه‏:‏ أَقْعَصْتُهُ، وكذلك ازْدَعَفْتُه‏.‏ وزَعَفَه

يَزْعَفُه زَعْفاً‏:‏ أَجْهَز عليه‏.‏

وسمٌّ زُعافٌ، والمُزْعِفُ‏:‏ القاتِلُ من السّمّ؛ وقوله‏:‏

فلا تَتَعَرَّضْ أَنْ تُشاكَ، ولا تَطَأْ

بِرِجْلِكَ من مِزْعافةِ الرِّيقِ مُعْضِلِ

أَراد حَيَّةً ذاتَ ريقٍ مُزْعِفٍ، وزاد من في الواجب كما ذهب إليه أَبو الحسن‏.‏ ومن أَسماء

الحية المِزْعافةُ والمِزْعامةُ‏.‏

وسيفٌ مُزْعِفٌ‏:‏ لا يُطْني‏.‏ وكان عبد اللّه بن سَبْرةَ أَحدَ الفُتّاكِ

في الإسلام وكان له سيف سماه المُزْعِفَ؛ وفيه يقول‏:‏

عَلَوْتُ بالمُزْعِفِ المَأْثُورِ هامَتَه، فما اسْتَجابَ لداعِيهِ وقد سَمِعا

والزُّعُوفُ‏:‏ المَهالكُ‏.‏ وزَعَفَ في الحديث‏:‏ زادَ عليه أَو كَذَبَ فيه‏.‏

زعنف‏:‏ الزِّعْنِفةُ‏:‏ طائفةٌ من كل شيء، وجَمْعُها زَعانِفُ‏.‏ ابن سيده‏:‏

الزِّعْنِفةُ القِطْعةُ من الثوب، وقيل‏:‏ هو أَسفل الثوب المُتَخَرِّق‏.‏

والزََّعانِفُ‏:‏ أَطْرافُ الأَديمِ؛ عن ثعلب، وقيل‏:‏ زَعانِفُ الأَديمِ

أَطْرافُه التي تُشَدُّ فيها الأَوْتاد إذا مُدَّ في الدِّباغ، الواحدة

زَعْنفةٌ وزِعْنفة‏.‏ والزَّعانِفُ‏:‏ أَجْنِحةُ السَّمك، والواحد كالواحد، وكلُّ

شيء قَصيرٍ زَعْنفةٌ وزِعْنَفة، وزَعانِفُ كلِّ شيء رَديئُه ورُذالُه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

طِيري بمِخْراقٍ أَشَمَّ، كأَنه

سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ

أَي لم تَنَلْه النِّساء الزَّعانفُ الخسائِسُ، يقول‏:‏ لم تنله زعانِفُ

النساء أَي لم يتزوّج لَئيمةً قطّ فتَنالَه، وقيل‏:‏ إنما سمي رُذالُ الناسِ

زَعانِفَ على التشبيه بِزَعانِفِ الثوب والأَديمِ، وليس بقَويّ‏.‏

الأَزهري‏:‏ إذا رأَيت جماعة ليس أَصلُهم واحداً قلت‏:‏ إنما هم زَعانِفُ بمنزلة

زعانف الأَديم، وهي في نَواحيه حين تُشَدُّ فيه الأَوتادُ إذا مُدَّ في الدِّباغ؛ قوله طِيري أَي اعْلَقي به، والمِخْراقُ الكريم، وسَلِيمُ رماح قد

أَصابته الرِّماحُ مثل سليمٍ من العقْرب والحيّة، والزَّعانِفُ‏:‏ ما

تَخَرَّقَ من أَسافِلِ القَمِيصِ، يشبَّه به رُذالُ الناسِ‏.‏ وفي حديث عمرو ابن ميمون‏:‏ إياكم وهذه الزّعانِيفَ الذين رَغِبوا عن الناسِ وفارقوا

الجماعة؛ هي الفرَقُ المُخْتَلِفَةُ وأَصلها أَطْرافُ الأَدِيمِ والأَكارِعُ، وقيل‏:‏ أَجْنِحَةُ السَّمكِ، والياء في زَعانيف للإشباعِ وأَكثر ما تجيء في الشِّعر، شَبَّه مَنْ خرج عن الجماعة بها‏.‏ الجوهري‏:‏ الزِّعْنِفَةُ، بالكسر، القصير، وأَصل الزَّعانِف أَطْرافُ الأَدِيمِ وأَكارِعُه؛ قال أَوْس

ابن حجر‏:‏

فما زال يُفْري البِيدَ حتى كأَنَّما

قَوائمُه، في جانِبَيْه، الزَّعانِفُ

أَي كأَنَّها مُعَلَّقَة لا تَمَسُّ الأَرضَ من سُرْعَتِه‏.‏

والزَّعانِفُ‏:‏ الأَحْياء القَليلةُ في الأَحْياء الكثيرة، وقيل‏:‏ هي القِطَعُ من القبائل تَشِذُّ وتنْفَرِدُ، والواحد من كل ذلك زِعْنِفَةٌ‏.‏

زغف‏:‏ زَغَفَ في حديثه يَزْغَفُ زَغْفاً‏:‏ كذَب وزاد‏.‏ ورجُلٌ مِزْغَفٌ‏:‏

نَهِمٌ رَغِيبٌ‏.‏

والزَّغْفُ والزَّغْفَةُ‏:‏ الدِّرْعُ المُحْكَمَةُ، وقيل‏:‏ الواسِعةُ

الطوِيلةُ، تُسَكَّن وتحرَّك، وقيل‏:‏ الدِّرْعُ اللَّينة، والجمع زَغْفٌ على

لفظ الواحد؛ قال الشاعر‏:‏

تَحْتِي الأَغَرُّ، وفَوْقَ جِلْدِي نَثْرةٌ

زَغْفٌ تَرُدُّ السيفَ، وهو مُثَلم قال ابن سيده‏:‏ وقد تحرك الغين من كل ذلك‏.‏ وأَنكر ابن الأَعرابي تفسير

الزغفة بالواسعة من الدُّروع وقال‏:‏ هي الصغيرة الحَلَقِ، وقال ابن شُميل‏:‏

هي الدقيقةُ الحسَنةُ السلاسل؛ ومنه قول الربيع بن أَبي الحقيق في الزَّغَفِ‏:‏

رُبَّ عَمٍّ ليَ لو أَبْصَرْته، حَسَنِ المِشْيَة في الدِّرْعِ الزَّغَفْ

وقال ابن السكيت في الزَّغَفِ‏:‏ الدِّرع الواسعة الطويلة، أَظنه من قولهم

زَغَفَ لنا فلان، وذلك إذا حدَّثَ فزاد في الحديث وكذَب فيه‏.‏

أَبو مالك‏:‏ رجل زَغَّافٌ وقد زَغَفَ كلاماً كثيراً إذا كان كثير الكلام‏.‏

أَبو زيد‏:‏ زَغَفَ لنا مالاً كثيراً أَي غرف لنا مالاً كثيراً‏.‏

والزَّغَفُ‏:‏ دِقاقُ الحَطبِ، وقال أَبو حنيفة‏:‏ الزَّغَفُ حطب العَرْفَجِ

من أَعالِيه وهو أَخْبَثُه، وكذلك هو من غير العرفج، وقال مرة‏:‏

الزَّغَفُ الرديء من أَطْراف الشجر والنباتِ، وقيل أَطرافه؛ قال رؤبة‏:‏

غَبَّى على قُتْرَتِه التَّعْشِيما، من زَغَفِ الغُذَّامِ، والحَطِيما

وقال مرة‏:‏ الزَّغَفُ أَطراف الشجر الضَّعيفةُ، قال‏:‏ وقال لي بعض بني

أَسَد الزَّغَفُ أَعْلى الرَّمْث‏.‏ وازْدَغَفَ الشيءَ‏:‏ أَخَذَه واجْتَرفَه‏.‏

ورجل مِزْغَفٌ‏:‏ جَوَّابٌ مَنْهومٌ رَغيبٌ يَزْدَغِفُ كل شيء‏.‏

زغرف‏:‏ البُحور الزَّغارِفُ‏:‏ الكثيرة المياه، عن ثعلب وحده‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ والمعروف إنما هو الزَّغاربُ، بالباء؛ وأَنشد الأَزهري

لِمُزاحِمٍ‏:‏كَصَعْدَةِ مُرّانٍ جَرَى، تحتَ ظِلِّها، خَلِيجٌ أَمَدَّتْه البحارُ الزَّغَارِفُ

ولو أَبْدَلَتْ أُنْساً لأَعْصَمَ عاقِلٍ

بِرَأْسِ الشَّرَى، قد طَرَّدَتْه المَخاوِفُ

وقال الأَصمعي‏:‏ لا أَعرفُ الزَّغَارِفَ، وقال غيره‏:‏ بَحْر زَغْرَبٌ

وزَغْرَفٌ، بالباء والفاء، ومثله في الكلام ضَبَرَ وضَفَرَ إذا وَثَبَ‏.‏

والبُرْعُلُ والفُرْعُلُ‏:‏ ولَدُ الضَّبُع‏.‏

زفف‏:‏ الزَّفيفُ‏:‏ سُرْعةُ المشي مع تقارب خَطْو وسكون، وقيل‏:‏ هو أَوّل

عَدْو النعام، وقيل‏:‏ هو كالذَّمِيل‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ الزَّفِيفُ الإسْراعُ

ومقاربةُ الخَطْوِ، زَفَّ يَزِفُّ زَفّاً وزَفِيفاً وزُفُوفاً وأَزَفَّ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وقال اللحياني‏:‏ يكون ذلك في الناس وغيرهم، قال‏:‏ وأَزَفَّ أَبْعَد اللغتين‏.‏ وزَفَّ القومُ في مشيهم‏:‏ أَسْرَعوا‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فأَقبلوا إليه يَزِفُّون؛ قال الفراء‏:‏ والناس يَزِفُّونَ، بفتح الياء، أَي يُسرعُونَ، وقرأَها الأَعمش يُزَفُّونَ أَي يجيئون على

هيئة الزَّفيف بمنزلة المَزْفُوفةِ على هذه الحال، وقال الزجاج‏:‏ يَزِفُّون

يُسْرِعُون، وأَصله من زَفِيف النَّعامةِ وهو ابتداء عَدْوِها، والنَّعامةُ يقال لها زَفُوفٌ؛ قال ابن حِلِّزَةَ‏:‏

بِزَفُوفٍ كَأَنها هِقْلَةٌ أُمْـ *** ـمُ رِئالٍ، دَوِّيَّةٌ سَقْفاء

والزَّفيفُ‏:‏ السريعُ مثل الذَّفِيف‏.‏ وزَفَّ الظليمُ والبعيرُ يَزِفُّ، بالكسر، زَفِيفاً أَي أَسْرَعَ، وأَزَفَّه صاحبُه‏.‏ وأَزَفَّ البعيرَ‏:‏

حَمَله أَن يَزِفَّ‏.‏ وزَفْزَفَ النعامُ في مَشْيه‏:‏ حَرَّك جناحيه‏.‏

والزَّفَّانُ‏:‏ السريعُ الخفيف‏.‏

وما جاء في حديث تزويج فاطمةَ، عليها السلام‏:‏ أَنه، صلى اللّه عليه

وسلم، صَنَع طعاماً وقال لبلال‏:‏ أَدْخلْ عليَّ الناس زُفَّةً زُفَّةً؛ حكاه

الهروي في الغريبين فقال‏:‏ فَوْجاً بعد فوج وطائفةً بعد طائفة وزُمْرة بعد

زُمْرة، قال‏:‏ سميت بذلك لزَفِيفها في مشيها أَي إسْراعها‏.‏

وزَفَّت الريحُ زَفِيفاً وزَفْزَفَتْ‏:‏ هَبَّتْ هُبُوباً ليِّناً ودامت، وقيل‏:‏ زَفْزَفَتُها شدّة هُبوبها‏.‏ التهذيب‏:‏ الريح تَزِفُّ زُفُوفاً، وهو هبوب ليس بالشديد ولكنه في ذلك ماضٍ‏.‏

والزَّفْزفةُ‏:‏ تحريك الريح يَبيسَ الحشيش؛ وأَنشد‏:‏

زَفْزَفةَ الرِّيحِ الحَصادَ اليَبَسا

وزَفزَفتِ الرِّيحُ الحَشِيشَ‏:‏ حَرَّكَته‏.‏ ويقال للطائِش الحِلْمِ‏:‏ قد

زَفَّ رَأْلُه‏.‏ والزَّفزفةُ‏:‏ حنين الريحِ وصوتها في الشجر، وهي ريح

زَفْزافَةٌ وريح زَفزَفٌ؛ وأَنشد ابن بَريّ لِمُزاحِم‏:‏

ثَوْباتِ الجَنُوبِ الزَّفازِفِ

وريح زَفْزَفَةٌ وزَفْزافةٌ وزَفْزافٌ‏:‏ شديدة لها زَفْزفة، وهي الصوتُ؛ وجعله الأَخطل زَفزَفاً قال‏:‏

أَعاصيرُ رِيحٍ زَفزَفٍ زَفَيانِ

وفي حديث أُم السائب‏:‏ أَنه مرَّ بها وهي تُزَفْزِفُ من الحُمَّى أَي

ترْتَعِدُ من البرد، ويروى بالراء، وقد تقدَّم‏.‏

والزَفِيفُ‏:‏ البريقُ؛ قال حميد بن ثور‏:‏

دَجَا الليلُ، واسْتَنَّ اسْتِناناً زَفِيفُه، كما اسْتَنَّ في الغابِ الحَرِيقُ المُشَعْشَعُ

وزَفْزَفَةُ المَوكِبِ‏:‏ هَزِيزُه‏.‏ وزَفْزَفَ إذا مَشى مِشْيَةً حَسَنةً‏.‏

والزَّفْزَفَةُ من سير الإبل، وقيل‏:‏ الزفزفة من سير الإبل فوق الخَبَبِ؛ قال امرؤ القَيس‏:‏

لمَّا رَكِبنا رَفَعْناهُنَّ زَفْزَفَةً، حتى احْتَوَيْنا سَواماً ثَمَّ أَرْبابه وزفَّ الطائر في طيرانه يَزِفُّ زَفّاً وزَفِيفاً وزَفزف‏:‏ ترامَى بنفسه، وقيل‏:‏ هو بَسْطُه جناحَيه؛ وأَنشد‏:‏

زَفِيفَ الذُّنابى بالعجاج القواصِفِ

والزَّفزافُ‏:‏ النَّعام الذي يُزَفْزِفُ في طيَرانه يحرك جناحيه إذا عدا‏.‏

وقَوْسٌ زَفُوفٌ‏:‏ مُرِنّةٌ‏.‏ والزَّفْزَفةُ‏:‏ صوتُ القِدْحِ حين يُدارُ

على الظُّفُر؛ قال الهذلي‏:‏

كَساها رَطِيبَ الرِّيشِ، فاعْتَدَلَتْ لها

قِداحٌ، كأَعْناقِ الظِّباء، زَفازِفُ

أَراد ذواتُ زَفازِفَ، شبَّه السِّهامَ بأَعْناقِ الظِّباء في اللين

والانْثِناء‏.‏

والزِّفُّ‏:‏ صغير الرِّيشِ، وخصّ بعضهم به رِيشَ النعامِ‏.‏ وهَيْقٌ

أَزَفُّ بيِّن الزَّفَفِ أَي ذُو زِفٍّ مُلْتَفٍّ‏.‏ وظلِيم أَزَفُّ‏:‏ كثير

الزِّفِّ‏.‏ الجوهري‏:‏ الزِّفّ، بالكسر، صغار رِيشِ النعامِ والطائر‏.‏

وزَفَفْتُ العَرُوسَ وزَفَّ العروسَ يَزُفُّها، بالضم، زَفّاً وزِفافاً

وهو الوجه وأَزْفَفْتُها وازْدَفَفْتُها بمعنى وأَزَفَّها وازْدَفَّها، كل ذلك‏:‏ هداها، وحكى اللحياني‏:‏ زَحَفَتْ زَوافُّها أَي اللَّواتي

زَفَفْنَها‏.‏ والمِزَفَّةُ‏:‏ المُحَفَّةُ، وقيل‏:‏ المحفة التي تُزَفُّ فيها العروس‏.‏

الليث‏:‏ زُفَّتِ العروسُ إلى زوجها زَفّاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يُزَِفُّ عليّ

بيني وبين إبراهيمَ، صلى اللّه عليهما وسلم، إلى الجنة؛ قال ابن الأَثير‏:‏ إن كسرت الزاي فمعناه يُسْرِعُ من زَفَّ في مِشْيَتِهِ وأَزَفَّ إذا أَسرع، وإن فتحت فهو من زَفَفْتُ العَروسَ أَزُفُّها إذا أَهْدَيْتَها إلى

زوجها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إذا ولَدت الجاريةُ بَعَث اللّه إليها مَلَكاً يَزُفُّ

البركة زَفّاً‏.‏ وفي حديث المغيرة‏:‏ فما تَفرَّقُوا حتى نظروا إليه وقد

تَكَتَّبَ يُزَفُّ في قومه‏.‏ وجئتك زَفَّةً أَو زَفَّتَينِ أَي مرَّة أَو

مرتين‏.‏

زقف‏:‏ تَزَقَّفَ الكُرَةَ‏:‏ كَتَلَقَّفَها‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ قرأْت بخط شمر

في تفسير غريب حديث عمر بن الخطاب، رضي اللّه عنه، أَن معاوية قال‏:‏ لو

بَلَغَ هذا الأَمرُ إلينا بني عبد مناف، يعني الخلافة، تَزَقَّفْناه

تَزَقُّفَ الأُكْرةِ؛ قال‏:‏ التَّزَقُّفُ كالتَلَّقُّف وهو أَخذ الكرة باليد أَو

بالفم‏.‏ يقال‏:‏ تَزَقَّفْتها وتَلَقَّفْتها بمعنى واحد، وهو أَخذها باليد

أَو بالفم بين السماء والأَرض على سبيل الاختطاف والاستلاب من الهواء، وقوله بني عبد مناف منصوب على المدح أَو مجرور على البدل من الضمير في إلينا‏.‏ والزُّقْفةُ‏:‏ ما تَزَقَّفْتَه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن أَبا سُفيانَ قال لبني

أَميةَ تَزَقَّفُوها تَزَقُّفَ الكرة، يعني الخلافة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يأخذ الله السمواتِ والأَرضَ يوم القيامة بيده ثم يَتَزَقَّفُها تزقُّفَ

الرُّمّانة‏.‏ وفي حديث ابن الزبير‏:‏ أَنه قال لما اصْطَفَّ الصفّانِ يوم الجمل‏:‏

كان الأَشتر زَقَفَني منهم فأْتَخَذْنا فَوَقَعْنا إلى الأَرض فقلت

اقْتُلُوني ومالِكاً، أَي اخْتَطَفَني واسْتَلَبَني من بينهم؛ والائْتِخاذُ‏:‏

افْتِعال من الأَخذ بمعنى التفاعُل أَي أَخَذَ كلُ واحد مِنّا صاحِبَه، والذي ورد في الحديث الأُكْرة‏.‏ قال شمر‏:‏ والكُرة أَعْرَبُ، وقد جاء في الشعر

الأَكرة؛ وأَنشد‏:‏

تَبِيتُ الفِراخ بأَكْنافِها، كأَنَّ حَواصلَهُنّ الأُكَرْ

قال مزاحم‏:‏

ويُضْرِبُ إضْرابَ الشُّجاعِ وعندَه، غذا ما التَقَى الأَبطالُ، خَطْفٌ مُزاقَفُ

زلف‏:‏ الزَّلَفُ والزُّلْفةُ والزُّلْفَى‏:‏ القُربةُ والدَّرَجة

والمَنزلةُ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وما أَموالُكم ولا أَولادُكم بالتي تُقَرِّبكم

عندنا زُلْفَى؛ قال‏:‏ هي اسم كأَنه قال بالتي تقرِّبكم عندنا ازْدِلافاً؛ وقول العجاج‏:‏

ناجٍ طَواه الأَيْنُ مِما وَجَفَا، طَيُّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا، سَماوةَ الهِلالِ حتى احْقَوقَفا

يقول‏:‏ منزلةً بَعد منزلةٍ ودرجةً بعد درجةٍ‏.‏

وزَلَفَ إليه وازْدَلَفَ وتَزَلَّفَ‏:‏ دنا منه؛ قال أَبو زبيد‏:‏

حتى إذا اعْصَوْصَبُوا، دون الرِّكابِ مَعاً، دنا تَزَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ

وأَزْلَفَ الشيءَ‏:‏ قَرَّبَه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وأُزْلِفَتِ الجنةُ

للمتقين؛ أَي قُرِّبَتْ، قال الزجاج‏:‏ وتأْويله أَي قَرُبَ دخولهم فيها

ونَظَرُهُم إليها‏.‏ وازْدَلَفَه‏:‏ أَدْناه إلى هَلَكةٍ‏.‏

ومُزْدَلِفَةُ والمُزْدَلِفَة‏:‏ موضع بمكة، قيل‏:‏ سميت بذلك لاقتراب الناس

إلى مِنًى بعد الإفاضة من عرَفات‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ لا أَدْري كيف هذا‏.‏

وأَزْلَفَه الشيء صار جميعه

؛ حكاه الزجاج عن أَبي عبيدة، قال أَبو عبيدة‏:‏ ومُزْدَلِفَةُ من ذلك‏.‏

وقوله عز وجلّ‏:‏ وأَزْلَفْنا ثمَّ الآخرينَ؛ معنى أَزْلَفْنا جمعنا، وقيل‏:‏

قَرَّبْنا الآخرين من الغَرَقِ وهم أَصحاب فرعون، وكلاهما حَسَن جميل لأن جَمْعَهم تَقريبُ بعضِهم من بعض، ومن ذلك سميت مزدلفة جَمْعاً‏.‏

وأَصل الزُّلْفَى في كلام العرب القُرْبَى‏.‏ وقال أَبو إسحق في قوله عز

وجل‏:‏ فلما رأَوْه زُلْفةً سِيئتْ وجُوهُ الذين كفروا أَي رأَوا العذاب

قريباً‏.‏ وفي الحديث إذا أَسْلَمَ العبدُ فَحَسُنَ إسلامه يُكَفِّرُ الله عنه كلَّ سيئة أَزْلَفَها أَي أَسْلَفَها وقدَّمها، والأَصل فيه القُرْبُ

والتَّقدُّم‏.‏

والزُّلْفةُ‏:‏ الطائفةُ من أَوّل الليل، والجمع زُلَفٌ وزُلَفاتٌ‏.‏ ابن سيده‏:‏ وزُلَفُ الليلِ‏:‏ ساعات من أَوّله، وقيل‏:‏ هي ساعاتُ الليل الآخذةُ من النهار وساعات النهار الآخذة من الليل، واحدتها زُلْفةٌ، فأَما قراءة ابن مُحَيْصِنٍ‏:‏ وزُلُفاً من الليل، بضم الزاي واللام، وزُلْفاً من الليل، بسكون اللام، فإنَّ الأُولى جمع زُلُفةٍ كبُسُرةٍ وبُسُرٍ، وأَما زُلْفاً

فجمع زُلْفةٍ جمعها جمع الأَجناس المخلوقة وإن لم تكن جوهراً كما جمعوا

الجواهر المخلوقة نحو دُرَّةٍ ودُرٍّ‏.‏ وفي حديث ابن مسعود ذِكْرُ زُلَفِ

الليلِ، وهي ساعاته، وقيل‏:‏ هي الطائفة من الليل، قليلةً كانت أَو كثيرة‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ وأَقم الصلاة طَرَفَي النهارِ وزُلَفاً من الليل؛ فطَرَفا النهارِ غُدْوةٌ وعَشِيَّةٌ، وصلاةُ طَرَفي النهار‏:‏ الصبحُ في أَحد

الطرفين والأُولى، والعصرُ في الطرَف الأخير؛ وزلفاً من الليل، قال

الزجاج‏:‏ هو منصوب على الظرف كما تقول جئت طرفي النهار وأَوّل الليل، ومعنى

زلفاً من الليل الصلاة القريبة من أَول الليل، أَراد بالزُّلَفِ المغربَ

والعشاء الأَخيرة؛ ومن قرأَ وزُلْفاً فهو جمع زَلِيفٍ مثل القُرْب

والقَريب‏.‏ في حديث الضَّحِيّة‏:‏ أُتي بِبَدَناتٍ خَمْسٍ أَو سِتٍّ فَطَفِقْنَ

يَزْدَلِفْنَ إليه بأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ أَي يَقْرُبْنَ منه، وهو يَفْتَعِلْنَ من القُرْبِ فأَبدل التاء دالاً لأَجل الزاي‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ أَنه كتب

إلى مُصْعبِ بن عمير وهو بالمَدينة‏:‏ انظر من اليوم الذي تَتَجَهَّزُ فيه

اليهود لسبتها، فإذا زالت الشمس فازْدَلِفْ إلى اللّه بركعتين واخطب

فيهما أَي تَقَرَّبْ‏.‏ وفي حديث أَبي بكر والنَّسَّابة‏:‏ فمنكم المزْدَلِفُ

الحُرُّ صاحِبُ العِمامة الفَرْدةِ؛ إنما سمي المُزْدَلِف لاقترابه إلى

الأقْران وإِقْدامِه عليهم، وقيل‏:‏ لأَنه قال في حرب كليب‏:‏ ازْدَلِفُوا قَوْسي

أَو قَدْرَها أَي تَقَدَّموا في الحرب بقدر قَوْسي‏.‏ وفي حديث الباقِر‏:‏

ما لَك من عَيْشِك إلا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بكَ إلى حِمامك أَي تُقَرِّبُك

إلى موتك؛ ومنه سمي المَشْعَرُ الحرامُ مُزْدَلِفةَ لأَنه يتقرّب فيها‏.‏

والزَّلَفُ

والزَّلِيفُ والتَّزَلُّفُ‏:‏ التّقدم من مَوْضع إلى موضع‏.‏

والمُزْدَلِفُ‏:‏ رجل من فُرْسان العرب، سمي بذلك لأَنه أَلْقى رُمْحَه

بين يديه في حرْب كانت بينه وبين قوم ثم قال‏:‏ ازْدَلِفُوا إلى رُمْحي‏.‏

وزَلَفْنا له أَي تَقَدَّمْنا‏.‏ وزَلَفَ الشيءَ وزَلَّفَه‏:‏ قَدَّمه؛ عن

ابن الأَعرابي‏.‏ وتَزَلَّفُوا وازْدَلفُوا أَي تَقَدَّموا‏.‏

والزَّلَفةُ‏:‏ الصَّحْفةُ الممتلئة، بالتحريك، والزَّلَفةُ‏:‏ الإجّانةُ

الخَضْراء، والزَّلَفةُ‏:‏ المِرآة؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الزَّلَفةُ وجْه

المِرآة‏.‏ يقال‏:‏ البِرْكَةُ تَطْفَح مثل الزَّلفة، والجمع من كل ذلك زَلَفٌ، والزَّلَفةُ المَصْنَعةُ، والجمع زَلَفٌ؛ قال لبيد‏:‏

حتى تَحَيَّرتِ الدِّبارُ كأَنها

زَلَفٌ، وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزومُ

وأَورد ابن بري هذا البيت شاهداً على الزَّلَفِ جمع زَلَفَةٍ وهي

المَحارةُ‏.‏ قال‏:‏ وقال أَو عَمرو الزَّلَفُ في هذا البيت مَصانِعُ الماء؛ وأَنشد

الجوهري للعُمانيّ‏:‏

حتى إذا ماءُ الصَّهاريجِ نَشَفْ، من بعدِ ما كانتْ مِلاءً كالزَّلَفْ

قال‏:‏ وهي المَصانِعُ؛ وقال أَبو عبيدة‏:‏ هي الأَجاجِينُ الخُضْر، قال‏:‏

وهي المَزالِفُ أَيضاً‏.‏ وفي حديث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ‏:‏ ثم يُرْسِلُ الله مطراً فيَغْسِل الأَرض حتى يَتْرُكَها كالزَّلَفةِ، وهي مَصْنَعةُ الماء؛ أَراد أَن المطر يُغَدِّرُ في الأَرض فتصير كأَنها مَصنعة من مَصانِعِ

الماء، وقيل‏:‏ الزَّلَفةُ المِرآةُ شبهها بها لاستوائها ونَظافتها، وقيل‏:‏

الزَّلَفةُ الرَّوْضةُ، ويقال بالقاف أَيضاً، وكل مُمْتَلئٍ من الماء

زلفةٌ، وأَصبحت الأَرضُ زَلَفةً واحدة على التشبيه كما قالوا أَصبحت قَرْواً

واحداً‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ الزَّلَفُ الغديرُ الملآنُ؛ قال الشاعر‏:‏

جَثْجاثُها وخُزاماها وثامِرُها

هَبائِبٌ تَضْرِبُ النُّغْبانَ والزَّلَفا

وقال شمر في قوله‏:‏ طَيَّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا، أَي قليلاً قليلاً؛ يقول‏:‏ طوَى هذا البعيرَ الإعياءُ كما يَطْوي الليلُ سَماوةَ الهِلالِ أَي

شَّخْصَه قليلاً قليلاً حتى دَقَّ واسْتَقْوَس‏.‏ وحكى ابن بري عن أَبي

عمر الزاهد قال‏:‏ الزَّلَفةُ ثلاثة أَشياء‏:‏ البِركةُ والرَّوْضَةُ والمِرآة، قال‏:‏ وزاد ابن خالويه رابعاً أَصْبَحَتِ الأَرضُ زَلَفة ودَثَّة من كثرة

الأَمطار‏.‏

والمَزالِفُ والمَزْلَفةُ‏:‏ البلد، وقيل‏:‏ القُرى التي بين البر والبحر

كالأَنْبار والقادِسِيَّةِ ونحوهما‏.‏

وزَلَّفَّ في حديثه‏:‏ زاد كَزَرَّفَ، يقال‏:‏ فلان يُزَلِّفُ في حديث

ويُزَرِّفُ أَي يَزيدُ‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ المَزالِفُ البَراغيلُ وهي البلاد التي بين الريف والبَر، الواحدة مَزلفة‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ أَن رجلاً قال له‏:‏ إني

حَجَجْتُ من رأْس هِرّ أَو خارَكَ أَو بَعْضِ هذه المَزالِفِ؛ رأْسُ هرّ

وخارَكُ‏:‏ موضعان من ساحِلِ فارسَ يُرابَطُ فيهما، والمَزالِفُ‏:‏ قرى بين البر

والرِّيف‏.‏ وبنو زُلَيْفةَ‏:‏ بَطْنٌ؛ قال أَبو جُنْدَبَ الهُذليُّ‏:‏

مَنْ مُبْلغٌ مآلكي حُبْشيّا‏؟‏

أَجابَني زُلَيْفةُ الصُّبْحيّا

زلف‏:‏ الزَّلَفُ والزُّلْفةُ والزُّلْفَى‏:‏ القُربةُ والدَّرَجة

والمَنزلةُ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وما أَموالُكم ولا أَولادُكم بالتي تُقَرِّبكم

عندنا زُلْفَى؛ قال‏:‏ هي اسم كأَنه قال بالتي تقرِّبكم عندنا ازْدِلافاً؛ وقول العجاج‏:‏

ناجٍ طَواه الأَيْنُ مِما وَجَفَا، طَيُّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا، سَماوةَ الهِلالِ حتى احْقَوقَفا

يقول‏:‏ منزلةً بَعد منزلةٍ ودرجةً بعد درجةٍ‏.‏

وزَلَفَ إليه وازْدَلَفَ وتَزَلَّفَ‏:‏ دنا منه؛ قال أَبو زبيد‏:‏

حتى إذا اعْصَوْصَبُوا، دون الرِّكابِ مَعاً، دنا تَزَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ

وأَزْلَفَ الشيءَ‏:‏ قَرَّبَه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وأُزْلِفَتِ الجنةُ

للمتقين؛ أَي قُرِّبَتْ، قال الزجاج‏:‏ وتأْويله أَي قَرُبَ دخولهم فيها

ونَظَرُهُم إليها‏.‏ وازْدَلَفَه‏:‏ أَدْناه إلى هَلَكةٍ‏.‏

ومُزْدَلِفَةُ والمُزْدَلِفَة‏:‏ موضع بمكة، قيل‏:‏ سميت بذلك لاقتراب الناس

إلى مِنًى بعد الإفاضة من عرَفات‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ لا أَدْري كيف هذا‏.‏

وأَزْلَفَه الشيء صار جميعه

؛ حكاه الزجاج عن أَبي عبيدة، قال أَبو عبيدة‏:‏ ومُزْدَلِفَةُ من ذلك‏.‏

وقوله عز وجلّ‏:‏ وأَزْلَفْنا ثمَّ الآخرينَ؛ معنى أَزْلَفْنا جمعنا، وقيل‏:‏

قَرَّبْنا الآخرين من الغَرَقِ وهم أَصحاب فرعون، وكلاهما حَسَن جميل لأن جَمْعَهم تَقريبُ بعضِهم من بعض، ومن ذلك سميت مزدلفة جَمْعاً‏.‏

وأَصل الزُّلْفَى في كلام العرب القُرْبَى‏.‏ وقال أَبو إسحق في قوله عز

وجل‏:‏ فلما رأَوْه زُلْفةً سِيئتْ وجُوهُ الذين كفروا أَي رأَوا العذاب

قريباً‏.‏ وفي الحديث إذا أَسْلَمَ العبدُ فَحَسُنَ إسلامه يُكَفِّرُ الله عنه كلَّ سيئة أَزْلَفَها أَي أَسْلَفَها وقدَّمها، والأَصل فيه القُرْبُ

والتَّقدُّم‏.‏

والزُّلْفةُ‏:‏ الطائفةُ من أَوّل الليل، والجمع زُلَفٌ وزُلَفاتٌ‏.‏ ابن سيده‏:‏ وزُلَفُ الليلِ‏:‏ ساعات من أَوّله، وقيل‏:‏ هي ساعاتُ الليل الآخذةُ من النهار وساعات النهار الآخذة من الليل، واحدتها زُلْفةٌ، فأَما قراءة ابن مُحَيْصِنٍ‏:‏ وزُلُفاً من الليل، بضم الزاي واللام، وزُلْفاً من الليل، بسكون اللام، فإنَّ الأُولى جمع زُلُفةٍ كبُسُرةٍ وبُسُرٍ، وأَما زُلْفاً

فجمع زُلْفةٍ جمعها جمع الأَجناس المخلوقة وإن لم تكن جوهراً كما جمعوا

الجواهر المخلوقة نحو دُرَّةٍ ودُرٍّ‏.‏ وفي حديث ابن مسعود ذِكْرُ زُلَفِ

الليلِ، وهي ساعاته، وقيل‏:‏ هي الطائفة من الليل، قليلةً كانت أَو كثيرة‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ وأَقم الصلاة طَرَفَي النهارِ وزُلَفاً من الليل؛ فطَرَفا النهارِ غُدْوةٌ وعَشِيَّةٌ، وصلاةُ طَرَفي النهار‏:‏ الصبحُ في أَحد

الطرفين والأُولى، والعصرُ في الطرَف الأخير؛ وزلفاً من الليل، قال

الزجاج‏:‏ هو منصوب على الظرف كما تقول جئت طرفي النهار وأَوّل الليل، ومعنى

زلفاً من الليل الصلاة القريبة من أَول الليل، أَراد بالزُّلَفِ المغربَ

والعشاء الأَخيرة؛ ومن قرأَ وزُلْفاً فهو جمع زَلِيفٍ مثل القُرْب

والقَريب‏.‏ في حديث الضَّحِيّة‏:‏ أُتي بِبَدَناتٍ خَمْسٍ أَو سِتٍّ فَطَفِقْنَ

يَزْدَلِفْنَ إليه بأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ أَي يَقْرُبْنَ منه، وهو يَفْتَعِلْنَ من القُرْبِ فأَبدل التاء دالاً لأَجل الزاي‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ أَنه كتب

إلى مُصْعبِ بن عمير وهو بالمَدينة‏:‏ انظر من اليوم الذي تَتَجَهَّزُ فيه

اليهود لسبتها، فإذا زالت الشمس فازْدَلِفْ إلى اللّه بركعتين واخطب

فيهما أَي تَقَرَّبْ‏.‏ وفي حديث أَبي بكر والنَّسَّابة‏:‏ فمنكم المزْدَلِفُ

الحُرُّ صاحِبُ العِمامة الفَرْدةِ؛ إنما سمي المُزْدَلِف لاقترابه إلى

الأقْران وإِقْدامِه عليهم، وقيل‏:‏ لأَنه قال في حرب كليب‏:‏ ازْدَلِفُوا قَوْسي

أَو قَدْرَها أَي تَقَدَّموا في الحرب بقدر قَوْسي‏.‏ وفي حديث الباقِر‏:‏

ما لَك من عَيْشِك إلا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بكَ إلى حِمامك أَي تُقَرِّبُك

إلى موتك؛ ومنه سمي المَشْعَرُ الحرامُ مُزْدَلِفةَ لأَنه يتقرّب فيها‏.‏

والزَّلَفُ

والزَّلِيفُ والتَّزَلُّفُ‏:‏ التّقدم من مَوْضع إلى موضع‏.‏

والمُزْدَلِفُ‏:‏ رجل من فُرْسان العرب، سمي بذلك لأَنه أَلْقى رُمْحَه

بين يديه في حرْب كانت بينه وبين قوم ثم قال‏:‏ ازْدَلِفُوا إلى رُمْحي‏.‏

وزَلَفْنا له أَي تَقَدَّمْنا‏.‏ وزَلَفَ الشيءَ وزَلَّفَه‏:‏ قَدَّمه؛ عن

ابن الأَعرابي‏.‏ وتَزَلَّفُوا وازْدَلفُوا أَي تَقَدَّموا‏.‏

والزَّلَفةُ‏:‏ الصَّحْفةُ الممتلئة، بالتحريك، والزَّلَفةُ‏:‏ الإجّانةُ

الخَضْراء، والزَّلَفةُ‏:‏ المِرآة؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الزَّلَفةُ وجْه

المِرآة‏.‏ يقال‏:‏ البِرْكَةُ تَطْفَح مثل الزَّلفة، والجمع من كل ذلك زَلَفٌ، والزَّلَفةُ المَصْنَعةُ، والجمع زَلَفٌ؛ قال لبيد‏:‏

حتى تَحَيَّرتِ الدِّبارُ كأَنها

زَلَفٌ، وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزومُ

وأَورد ابن بري هذا البيت شاهداً على الزَّلَفِ جمع زَلَفَةٍ وهي

المَحارةُ‏.‏ قال‏:‏ وقال أَو عَمرو الزَّلَفُ في هذا البيت مَصانِعُ الماء؛ وأَنشد

الجوهري للعُمانيّ‏:‏

حتى إذا ماءُ الصَّهاريجِ نَشَفْ، من بعدِ ما كانتْ مِلاءً كالزَّلَفْ

قال‏:‏ وهي المَصانِعُ؛ وقال أَبو عبيدة‏:‏ هي الأَجاجِينُ الخُضْر، قال‏:‏

وهي المَزالِفُ أَيضاً‏.‏ وفي حديث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ‏:‏ ثم يُرْسِلُ الله مطراً فيَغْسِل الأَرض حتى يَتْرُكَها كالزَّلَفةِ، وهي مَصْنَعةُ الماء؛ أَراد أَن المطر يُغَدِّرُ في الأَرض فتصير كأَنها مَصنعة من مَصانِعِ

الماء، وقيل‏:‏ الزَّلَفةُ المِرآةُ شبهها بها لاستوائها ونَظافتها، وقيل‏:‏

الزَّلَفةُ الرَّوْضةُ، ويقال بالقاف أَيضاً، وكل مُمْتَلئٍ من الماء

زلفةٌ، وأَصبحت الأَرضُ زَلَفةً واحدة على التشبيه كما قالوا أَصبحت قَرْواً

واحداً‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ الزَّلَفُ الغديرُ الملآنُ؛ قال الشاعر‏:‏

جَثْجاثُها وخُزاماها وثامِرُها

هَبائِبٌ تَضْرِبُ النُّغْبانَ والزَّلَفا

وقال شمر في قوله‏:‏ طَيَّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا، أَي قليلاً قليلاً؛ يقول‏:‏ طوَى هذا البعيرَ الإعياءُ كما يَطْوي الليلُ سَماوةَ الهِلالِ أَي

شَّخْصَه قليلاً قليلاً حتى دَقَّ واسْتَقْوَس‏.‏ وحكى ابن بري عن أَبي

عمر الزاهد قال‏:‏ الزَّلَفةُ ثلاثة أَشياء‏:‏ البِركةُ والرَّوْضَةُ والمِرآة، قال‏:‏ وزاد ابن خالويه رابعاً أَصْبَحَتِ الأَرضُ زَلَفة ودَثَّة من كثرة

الأَمطار‏.‏

والمَزالِفُ والمَزْلَفةُ‏:‏ البلد، وقيل‏:‏ القُرى التي بين البر والبحر

كالأَنْبار والقادِسِيَّةِ ونحوهما‏.‏

وزَلَّفَّ في حديثه‏:‏ زاد كَزَرَّفَ، يقال‏:‏ فلان يُزَلِّفُ في حديث

ويُزَرِّفُ أَي يَزيدُ‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ المَزالِفُ البَراغيلُ وهي البلاد التي بين الريف والبَر، الواحدة مَزلفة‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ أَن رجلاً قال له‏:‏ إني

حَجَجْتُ من رأْس هِرّ أَو خارَكَ أَو بَعْضِ هذه المَزالِفِ؛ رأْسُ هرّ

وخارَكُ‏:‏ موضعان من ساحِلِ فارسَ يُرابَطُ فيهما، والمَزالِفُ‏:‏ قرى بين البر

والرِّيف‏.‏ وبنو زُلَيْفةَ‏:‏ بَطْنٌ؛ قال أَبو جُنْدَبَ الهُذليُّ‏:‏

مَنْ مُبْلغٌ مآلكي حُبْشيّا‏؟‏

أَجابَني زُلَيْفةُ الصُّبْحيّا

زلحف‏:‏ ازْلَحَفَّ الرجل وازْحَلَفَّ، لغتان، مقلوب‏:‏ تَنَحَّى وتأَخَّر، وقد ذكرناه في زَحْلَفَ‏.‏ وفي حديث سعيد بن جبير‏:‏ ما ازْلَحَفَّ ناكِحُ

الأَمة عن الزّنا إلا قليلاً لأَن اللّه عز وجل يقول‏:‏ وأَنْ تَصْبِرُوا خير

لكم؛ أَي ما تَنَحّى وتباعد‏.‏ ويقال‏:‏ ازْلَحَفَّ وازْحَلَفَّ، على القلب، وتَزَحْلَفَ؛ قال الزمخشري‏:‏ الصواب ازْلَحَفَّ كاقْشَعَرّ، وازَّلْحَف

بوزن اظَّهَّرَ، على أَن أَصله ازْتَلْحَفَ فأُدغمت التاء في الزاي، واللّه أَعلم‏.‏

زهف‏:‏ الإِزْهافُ‏:‏ الكَذِبُ‏.‏ وفيه ازْدِهافٌ أَي كذب وتَزَيُّدٌ‏.‏

وأَزْهَفَ بالرجل إزْهافاً‏:‏ أَخبر القوم من أَمره بأَمر، لا يَدْرُون أَحَقٌّ هو أَم باطل‏.‏ وأَزْهَفَ إليه حديثاً وازْدَهَفَ‏:‏ أَسْنَد إليه قولاً ليس

بحَسَنٍ‏.‏ وأَزْهَفَ لنا في الخبر وازْدَهَفَ‏:‏ زاد فيه‏.‏ وفي حديث صَعْصَعَةَ

قال لمُعاوية، رضي اللّه عنهما‏:‏ إني لأَتْرُك الكلام فما أُزْهِفُ به؛ الإزْهافُ‏:‏ الاستقدام‏.‏ وقيل‏:‏ هو من أَزْهَفَ في الحديث إذا زاد فيه، ويروى

بالراء وقد تقدّم‏.‏ وأَزْهَفَ بي فلان‏:‏ وَثِقْتُ به فخانني‏.‏ غيره‏:‏ وإذا

وَثِقْتَ بالرجل في الأَمر فخانك فقد أَزْهَفَ إزْهافاً، وأَصل الازْدِهاف

الكذب‏.‏ وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ أَزْهَفْتُ له حديثاً أَي أَتيته بالكذب‏.‏

والإزْهافُ‏:‏ التزيين؛ قال الحطيئة‏:‏

أَشاقَتْكَ لَيْلَى في اللِّمامِ، وما جَرَتْ

بما أَزْهَفَتْ، يَومَ الْتَقَيْنا، وبَزَّتِ

والزُّهُوفُ‏:‏ الهَلَكةُ‏.‏ وأَزْهَفَه‏:‏ أَهْلَكَه وأَوقَعَه؛ قال

المَرّار‏:‏وجَدْتُ العَواذِلَ يَنْهَيْنَه، وقد كُنْتُ أُزْهِفُهُنَّ الزُّيُوفا

أَراد الإزْهافَ، فأَقام الاسم مُقام المصدر كما قال لبيد‏:‏

باكَرْتُ حاجَتَها الدّجاجَ

وكما قال القطامي‏:‏

وبعدَ عَطائِكَ المائةَ الرِّتاعا

والزاهِفُ‏:‏ الهالِكُ؛ ومنه قوله‏:‏

فلم أَرَ يَوْماً كان أَكْثَرَ زاهِفاً، به طَعْنةٌ قاضٍ عليه أَلِيلُها

والأَليلُ‏:‏ الأَنِينُ‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَزْهَفَتْه الطعنةُ وأَزْهَقَتْه

أَي هَجَمَتْ به على الموت، وأَزْهَفْتُ إليه الطعنة أَي أَدْنَيْتُها‏.‏

وقال الأَصمعي‏:‏ أَزْهفت عليه وأَزْعَفْتُ أَي أَجْهَزْتُ عليه؛ وأَنشد

شمر‏:‏

فلمّا رأَى بأَنه قد دَنا لها، وأَزْهَفَها بعضَ الذي كان يُزْهِفُ

وقال ابن شميل‏:‏ أَزْهَفَ له بالسيفِ إزْهافاً وهو بُداهَتُه وعَجَلَتُه

وسَوْقُه، وازْدَهَفْتُ له بالسيف أَيضاً‏.‏ وأَزْهَفَتْه الدابةُ أَي

صَرَعَتْه، وأَزْهَفَه‏:‏ قتله؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لِمَيَّةَ بِنتِ

ضِرارٍ الضَّبِّيّةِ تَرْثي أَخاها‏:‏

لِتَجْرِ الحَوادِثُ، بعدَ امْرئٍ

بِوادي أَشائِين، أَذْلالَها

كَريمٍ ثَناه وآلاؤه، وكافي العَشيرةِ ما غالَها

تَراه على الخَيْلِ ذا قُدْمَةٍ، إذا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالَها

وخِلْتَ وُعُولاً أَشارى بها،

وقد أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها

ولم يَمْنَعِ الحَيُّ رَثَّ القُوى، ولم تُخْفِ حَسْناء خَلْخالَها

قوله أَشارى‏:‏ جمع أَشْرانَ من الأَشَرِ وهو البَطَرُ‏.‏ ويقال‏:‏ زَهَفَ

للموت أَي دَنا له؛ وقال أَبو وجزة‏:‏

ومَرْضى من دجاجِ الرِّيفِ حُمْرٍ

زَواهِفَ، لا تَموتُ ولا تَطِيرُ

وأَزْهَفَ العَداوةَ‏:‏ اكْتَسَبها‏.‏ وما ازْدَهَفَ منه شيئاً أَي ما أَخذ‏.‏

وإنك تَزْدَهِفُ بالعَداوة أَي تَكْتَسِبُها؛ قال بشر بن أَبي خازم‏:‏

سائِلْ نُمَيْراً غَداةَ النَّعْفِ من شَطَبٍ، إذْ فُضَّتِ الخيلُ من ثَهْلانَ، ما ازْدَهَفُوا

أَي ما أَخذوا من الغنائم واكتسبوا‏.‏ وفُضَّتْ‏:‏ فُرِّقَتْ‏.‏ وحكى ابن بري

عن أَبي سعيد‏:‏ الازدهافُ الشدَّةُ والأَذى، قال‏:‏ وحقيقته اسْتطارةُ

القلبِ من جَزَعٍ أَو حزن؛ قال الشاعر‏:‏

تَرْتاعُ من نَقْرَتي حتى تَخَيَّلَها

جَوْنَ السَّراةِ تَوَلَّى، وهو مُزْدَهِفُ

النَّقْرةُ‏:‏ صُوَيت يُصَوِّتُونه للفرس، أَي إذا زجَرْتها جَرَتْ جَرْيَ

حِمار الوَحْشِ؛ وقالت امرأَة‏:‏

بل مَنْ أَحَسَّ بِرَيْمَيَّ اللَّذَيْنِ هُما

قَلْبي وعَقْلي، فعَقْلي اليومَ مُزْدَهِفُ‏؟‏

والزَّهَفُ‏:‏ الخِفَّةُ والنَّزَقُ‏.‏ وفيه ازْدِهافٌ أَي استِعجال

وتَقَحُّمٌ؛ وقال‏:‏

يَهْوينَ بالبيدِ إذا الليلُ ازْدَهَفْ

أَي دخلَ وتَقَحَّم‏.‏ الأَزهري‏:‏ فيه ازْدِهافٌ أَي تَقَحُّمٌ في الشر‏.‏

وزَهِفَ زَهَفاً وازْدَهَف‏:‏ خَفَّ وعَجِلَ‏.‏ وأَزْهَفَه وازْدَهَفَه‏:‏

استعجله؛ قال‏:‏

فيه ازْدِهافٌ أَيَّما ازْدِهافِ

نصب أَيَّما على الحال؛ قال ابن بري‏:‏ ليس منصوباً على الحال وإنما هو منصوب على المصدر، والناصب له فعل دل عليه ما تقدم من قوله قبله‏:‏

قَوْلُك أَقوالاً مع الخِلاف

كأَنه قال يَزْدَهِفُ أَيما ازْدهاف، ولكن ازدهافاً صار بدلاً من الفعل

أَن تلفظ به، ومثله‏:‏ له صوتٌ صوتَ حمار، قال‏:‏ والرفع في ذلك أَقْيَسُ‏.‏

الليث‏:‏ الزَّهَفُ استعمل منه الازْدِهافُ وهو الصُّدُودُ؛ وأَنشد‏:‏

فيه ازْدهافٌ أَيَّما ازدهاف

قال الأَصمعي‏:‏ ازْدِهافٌ ههنا استعجالٌ بالشرّ‏.‏ ويقال‏:‏ ازْدَهَفَ فلان

فلاناً واسْتَهَفَّه واسْتَهْفَاهُ واسْتَزَفَّه كلُّ ذلك بمعنى

اسْتَخَفّه‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ أَزْهَفْتُ الشيء أَرْخَيْتُه‏.‏ وأُزْهِفَ الشيءُ

وازْدُهِفَ أَي ذُهِبَ به، فهو مُزْهَفٌ ومُزْدَهَفٌ‏.‏ وأَزْهَفَه فلان وازْدَهَفَه

أَي ذهب به وأَهلكه، واللّه أَعلم‏.‏

زوف‏:‏ زافَ الإنسانُ يَزُوفُ ويَزافُ زَوْفاً وزُوُوفاً‏:‏ اسْتَرْخى في مِشْيَتِه‏.‏ وزافَ الطائر في الهواء‏:‏ حَلَّقَ‏.‏ ابن دريد‏:‏ الزَّوْفُ زَوْفُ

الحمامة إذا نشرت جناحيها وذَنَبَها على الأَرض، وكذلك زَوْفُ الإنسان إذا

مَشَى مُسْتَرْخِيَ الأعْضاء‏.‏ وزافَ الغلامُ وزافَ الطائرُ على حَرْف

الدُّكَّان

فاسْتَدارَ حَوالَيْه ووَثَبَ يتعلّم بذلك الخِفّةَ في الفُرُوسةِ‏.‏ وقد تَزاوَفَ

الغِلْمانُ‏:‏ وهو أَن يجيء أَحدهم إلى رُكْنِ الدكان فيضع يَدَه على

حَرْفه ثم يَزُوفَ زَوفة فَيَسْتَقِلَّ من موضعه ويدُورَ حَوالي ذلك

الدُّكانِ في الهَواء حتى يَعُودَ إلى مكانِه‏.‏ وزافَ الماءُ‏:‏ عَلا

حَبابُه‏.‏

زيف‏:‏ الزَّيفُ‏:‏ من وصْفِ الدَّراهم، يقال‏:‏ زافَتْ عليه دَراهِمُه أَي

صارت مَرْدُودةً لغِشٍّ فيها، وقد زُيِّفَتْ إذا رُدَّتْ‏.‏ ابن سيده‏:‏ زافَ

الدِّرهمُ يَزيفُ زُيُوفاً وزُيُوفةً‏:‏ رَدُؤَ، فهو زائِفٌ، والجمع زُيَّفٌ؛ وكذلك زَيْفٌ، والجمع زُيُوفٌ؛ قال امرؤ القيس‏:‏

كأَنَّ صَلِيلَ المَرْوِ، حِينَ تُشِدُّه، صَلِيلُ زُيُوفٍ يُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرا

وقال‏:‏

ترى القوم أَشْباهاً إذا نَزَلُوا مَعاً، وفي القَوْمِ زَيْفٌ مِثلُ زَيْفِ الدَّراهم

وأَنشد ابن بري لشاعر‏:‏

لا تُعْطِه زَيْفاً ولا نَبَهْرجا

واسْتَشْهَدَ على الزائِف بقول هُدْبةَ‏:‏

تَرى ورَقَ الفِتْيانِ فيها كأَنهم

دَراهِمُ، منها زاكِياتٌ وزُيَّفُ

وأَنشد أَيضاً لِمُزَرِّدٍ‏:‏

وما زَوَّدُوني غَيْرَ سَحْقِ عِمامةٍ

وخَمْسِمِئٍ، منها قَسِيٌّ وزائفُ

وفي حديث ابن مسعود‏:‏ أَنه باع نُفايَة بيتِ المالِ وكانت زُيوفاً

وقَسِيّةً أَي رَديئةً‏.‏ وزافَ الدراهم وزَيّفَها‏:‏ جعلها زُيُوفاً، ودِرْهَمٌ

زَيْفٌ وزائفٌ، وقد زافَتْ عليه الدَّراهِمُ وزَيَّفْتُها أَنا‏.‏ وزَيَّفَ

الرجلَ‏:‏ بَهْرَجَه، وقيل‏:‏ صغّر به وحقَّر، مأْخوذ من الدرهم الزائف وهو الرَّديء‏.‏ وروي عن عمر، رضي اللّه عنه، أَنه قال‏:‏ من زافَتْ عليه دراهِمُه

فليأْتِ بها السّوق، وليشترِ بها سَحْق ثوب ولا يُحالِفِ الناسَ عليها

أَنها جِيادٌ‏.‏ وزافَ البعيرُ والرجل وغيرهما يَزِيفُ في مِشْيَتِه زَيْفاً

وزُيُوفاً وزَيَفاناً، فهو زائفٌ وزَيْفٌ؛ الأَخيرة على الصفة بالمصدر‏:‏

أَسْرَعَ، وقيل‏:‏ هو سُرْعةٌ في تمايُل؛ وأنشد‏:‏

أَنْكَبُ زَيّافٌ وما فيه نَكَبْ

وقيل زافَ البعيرُ يَزِيفُ تَبَخْتَر في مِشْيَتِه‏.‏ والزَّيّافةُ من النوق‏:‏ المُخْتالة؛ ومنه قول عنترة‏:‏

يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ، جَسْرَةٍ، زَيّافَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُكْرَمِ

وكذلك الحَمامُ

عند الحَمامَة إذا جَرَّ الذُّنابَى ودَفَعَ مُقَدَّمه

بمؤَخَّرِه واسْتَدار عليها؛ وقول أَبي ذؤيب يصف الحَرْب‏:‏

وزافَتْ كمَوْجِ البَحرِ تَسْمو أَمامَها، وقامَتْ على ساقٍ وآنَ التَّلاحُقُ

قيل‏:‏ الزَّيْفُ هنا أَن تدفع مقَدّمها بمؤخّرها‏.‏ وزافَتِ المرأَةُ في مَشْيِها تَزِيفُ إذا رأَيتها كأَنها تستدير‏.‏ والحَمامة تَزِيفُ بين يدي

الحَمام الذكر أَي تمشي مُدِلَّةً‏.‏ وفي حديث عليّ‏:‏ بعد زَيُفَان وثَباته؛ الزَّيَفانُ، بالتحريك‏:‏ التبختر في المشي من ذلك‏.‏ وزافَ الجِدارَ والحائطَ

زَيْفاً‏:‏ قَفَزَه؛ عن كراع‏.‏ وزافَ البناءُ وغيره زيفاً‏:‏ طالَ وارْتَفَع‏.‏

والزَّيْفُ‏:‏ الإقْرِيزُ الذي في أَعْلى الدارِ، وهو الطَّنَفُ المُحِيط

بالجدار‏.‏ والزَّيْفُ‏:‏ مِثْلُ الشُّرَفِ؛ قال عَدِيّ بن زيد‏:‏

ترَكُوني لَدَى قُصُورٍ وأعْرا

ضِ قُصُورٍ، لِزَيْفِهنَّ مراقِي

الزَّيْف‏:‏ شُرَفُ القُصُور، واحدته زَيْفةٌ، وقيل‏:‏ إنما سمي بذلك لأن الحَمام يَزِيفُ عليها من شُرْفةٍ إلى شُرْفة‏.‏

سأف‏:‏ سَئِفَتْ يدُه تَسْأَفُ سَأَفاً، فهي سَئِفةٌ، وسأَفَتْ سَأْفاً‏:‏

تشَقَّق ما حَوْل أَظْفاره وتشَعَّثَ، وقال يعقوب‏:‏ هو تَشَقُّقٌ في أَنْفُس الأَظفار، وسَئِفَتْ شَفَتُه‏:‏ تَقَشَّرَت‏.‏ وسَئِفَ لِيف النخلة

وانْسَأَفَ‏:‏ تشَعَّثَ وانقشر‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ سَئِفتْ أَصابعه وسَعِفَتْ بمعنى

واحد‏.‏ الليث‏:‏ سَئِفُ اللِّيفِ، وهو ما كان ملتزقاً بأُصول السَّعَفِ من خلال الليف، وهو أَرْدؤُه وأَخْشنه لأَنه يُسْأَفُ من جوانب السعف فيصير

كأَنه ليف، وليس به، ولُيِّنت همزته‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ السَّأَفُ على تقدير

السعَف شعر الذَّنَب والهُلْب، والسائفةُ ما اسْتَرَقَّ من الرمل، وجمعها

السَّوائف‏.‏ وفي حديث المَبْعَثِ‏:‏ فإذا المَلَكُ الذي جاءني بِحراء

فَسُئِفْتُ منه أَي فَزِعْت؛ قال‏:‏ هكذا جاء في بعض الروايات‏.‏

سجف‏:‏ السَّجْفُ والسِّجْفُ‏:‏ السِّتْر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وأَلْقَى السِّجْفَ؛ السجفُ‏:‏ السترُ‏.‏ وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة، رضي اللّه عنها‏:‏

وَجَّهْتِ سِجافَتَه أَي هَتَكْتِ سِتره وأَخذْتِ وجْهَه، ويروى‏:‏ وجَّهْتِ

سِدافَتَه؛ السِّدافةُ الحجابُ والسِّترُ من السُّدْفَةِ والظلمة، يعني

أَخذتِ وَجْهَها وأَزَلْتِها عن مكانها الذي أُمِرْتِ به، وقيل‏:‏ معناه

أَي أَخذتِ وجهاً هتكتِ سِتْرَكِ فيه، وقيل‏:‏ معناه أَزَلْتِ سِدافَتَه، وهي

الحجاب، من الموضع الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَميه وجعلتِها أَمامكِ، وقيل‏:‏

هو السِّتْرانِ المَقْرونان بينهما فُرْجة، وكل باب سُتِرَ بسِتْرين

مقرونين فكلُّ شِقّ منه سجفٌ، والجمع أَسجاف وسُجُوف، وربما قالوا السِّجافَ

والسَّجْفَ‏.‏ وأَسْجَفْتُ السِّتْرَ أَي أَرْسَلْتُه وأَسْبَلْتُه، قال‏:‏

وقيل لا يسمى سجفاً إلا أَن يكون مشقوق الوسط كالمِصراعين‏.‏ الليث‏:‏

السّجْفان سِتْرا باب الحَجَلةِ، وكلُّ باب يَسْتُرُه ستران بينهما مشقوق فكل

شِقٍّ منهما سجف، وكذلك الخِباء‏.‏ والتَّسْجيف‏:‏ إرْخاء السَّجْفين، وفي المحكم‏:‏ إرخاء الستر؛ قال الفرزدق‏:‏

إذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى، رَقَدْنَ، عَلَيْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ

الحِجالُ‏:‏ جمع حَجَلةٍ، وإنما ذكّر لفظ الصفة لمطابقة لفظِ الموصوفِ

لفظَ المذكر، ومثله كثير‏.‏ الأَصمعي‏:‏ السَّجْفانِ اللذان على باب، يقال منه

بيت مُسَجَّفٌ؛ وقول النابغة‏:‏

خَلَّتْ سَبيلَ أَتِيٍّ كان يَحْبِسُه، ورَفَّعَتْه إلى السَّجْفَينِ فالنَّضَدِ

قال‏:‏ هما مِصْراعا الستر يكونان في مقدّم البيت‏.‏ وأَسْجَفَ الليلُ‏:‏ مثل

أَسْدَفَ‏.‏

وسُجَيفَةُ‏:‏ اسم امرأَة من جُهَيْنَةَ وقد وُلِدت في قريش؛ قال كثير

عزة‏:‏حِبالُ سُجَيْفَةَ أَمْسَتْ رِثاثا، فَسَقْياً لها جُدُداً أَو رِماثا

سحف‏:‏ سَحَفَ رأْسَه سَحْفاً وجَلَطَه وسَلَتَه وسَحته‏:‏ حَلَقَه فاستأْصل

شعره؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

فأَقْسَمْتُ جَهْداً بالمَنازِلِ من مِنًى، وما سُحِفَتْ فيه المَقادِيمُ والقَمْلُ

أَي حُلِقَتْ‏.‏ قال‏:‏ ورَجل سُحَفةٌ أَي مَحْلُوقُ الرأْسِ‏.‏

والسُّحَفْنِيةُ‏:‏ ما حَلَقْت‏.‏ ورجل سُحَفْنِيةٌ أَي مَحْلوقُ الرأْسِ، فهو مرة اسم

ومرَّة صِفة، والنون في كل ذلك زائدة‏.‏ والسَّحْفُ‏:‏ كَشْطُكَ الشعَر عن الجلد

حتى لا يبقى منه شيء‏.‏ وسَحَفَ الجِلْدَ يَسْحَفُه سَحْفاً‏:‏ كشط عنه

الشعر‏.‏ وسَحَفَ الشيءَ‏:‏ قَشَرَه‏.‏ والسَّحِيفةُ من المَطر‏:‏ التي تَجْرُفُ كلّ

ما مَرَّت به أَي تَقْشُره‏.‏ الأَصمعي‏:‏ السَّحِيفَةُ، بالفاء، المَطْرَةُ

الحَديدةُ التي تَجْرُفُ كل شيء، والسَّحِيقةُ، بالقاف‏:‏ المطرة العظيمةُ

القَطْرِ الشديدةُ الوَقْعِ القليلةُ العَرْضِ، وجمعُهما السحائفُ

والسحائقُ؛ وأَنشد ابن بري لجِران العَوْدِ يَصِفُ مَطَراً‏:‏

ومنه على قَصْرَيْ عُمانَ سَحِيفةٌ، وبالخَطِّ نضَّاخُ العَثانِينِ واسِعُ

والسَّحيفةُ والسَّحائفُ‏:‏ طرائق الشحم التي بين طَرائق الطَّفاطِفِ ونحو

ذلك مما يُرى من شَحْمة عَريضةٍ مُلْزَقَةٍ بالجلد‏.‏ وناقة سَحُوفٌ‏:‏

كثيرة السَّحائف‏.‏ والسَّحْفةُ‏:‏ الشَّحْمةُ عامَّةً، وقيل‏:‏ الشحمة التي على

الجَنْبَين والظهر، ولا يكون ذلك إلا من السِّمَنِ، لها سَحْفَتانِ‏:‏

الأُولى منهما لا يُخالِطُها لحم، والأُخرى أَسْفَلُ منها وهي تخالط اللحم، وذلك إذا كانت ساحَّةً، فإن لم تكن ساحّة فلها سَحْفةٌ واحدة‏.‏ وكلُّ دابَّةٍ

لها سَحْفةٌ غلا ذَواتِ الخُفِّ فإنَّ مكانَ السحفةِ منها الشَّطَّ، وقال ابن خالويه‏:‏ ليس في الدوابّ شيء لا سَحْفة له إلا البَعير؛ قال ابن سيده‏:‏ وقد جعل بعضهم السحفة في الخُفِّ فقال‏:‏ جَمل سَحوفٌ وناقة سَحوفٌ ذاتُ

سَحْفةٍ‏.‏ الجوهري‏:‏ السَّحْفةُ الشحمة التي على الظهر المُلْتَزِقةُ

بالجلد فيما بين الكتفين إلى الوَرِكَيْنِ‏.‏ وسَحَفْتُ الشحْمَ عن ظهر الشاة

سَحْفاً‏:‏ وذلك إذا قشرته من كثرته ثم شويته، وما قشرته منه فهو السَّحيفةُ، وإذا بلغ سِمَنُ الشاة هذا الحدّ قيل‏:‏ شاةٌ سَحُوفٌ وناقة سحوف‏.‏ قال

ابن سيده‏:‏ والسَّحُوفُ أَيضاً التي ذهب شحمها كأَنَّ هذا على السلْب‏.‏ وشاةٌ

سَحُوفٌ وأُسْحوفٌ‏:‏ لها سَحْفةٌ أَو سَحْفَتانِ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَتونا

بِصِحافٍ فيها لِحامٌ وسِحافٌ أَي شُحُومٌ، واحدها سَحْفٌ‏.‏ وقد أَسْحَفَ

الرجلُ إذا باع السَّحْفَ، وهو الشحم‏.‏ وناقةٌ أُسْحوفُ الأَحاليل‏:‏

غَزيرةٌ واسِعةٌ‏.‏ قال أَبو أَسلم ومَرَّ بناقة فقال‏:‏ إنها واللّه لأُسْحوفُ

الأَحاليل أَي واسِعَتُها، فقال الخليل‏:‏ هذا غريب؛ والسَّحوفُ من الغنم‏:‏

الرَّقيقة صُوفِ البطن‏.‏ وأَرْضٌ مَسْحفةٌ رقيقةُ الكلإِ‏.‏

والسُّحافُ‏:‏ السِّلُّ، وقد سَحَفَه اللّه‏.‏ يقال‏:‏ رجل مَسْحُوفٌ‏.‏

والسِّيَحْفُ من الرجال والسِّهام والنِّصال‏:‏ الطويلُ، وقيل‏:‏ هو من النصال العريضُ‏.‏ والسَّيْحَفُ‏:‏ النصل العَريضُ، وجمعه السَّياحِفُ؛ وأَنشد‏:‏سياحِفَ في الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها

صِحابي، وأَولى حدّها من تَعَرَّما

وأَنشد ابن بري للشَّنْفَرى‏:‏

لها وفْضةٌ فيها ثلاثون سَيْحَفاً، إذا آنَسَتْ أُولى العَدِيِّ اقْشَعَرَّتِ

أُولى العَدِيِّ‏:‏ أَوَّلُ مَن يَحْمِلُ من الرَّجّالة‏.‏ وسَحيفُ الرَّحى‏:‏

صَوْتُها‏.‏ وسَمِعْتُ حَفيفَ الرَّحى وسحِيفَها أَي صَوْتَها إذا طَحَنت؛ قال ابن بري‏:‏ شاهد السَّحيف للصوت قول الشاعر‏:‏

عَلَوْني بِمَعْصوبٍ، كأَن سَحِيفَه

سَحِيفُ قَطاميٍّ حَماماً تُطايِرُهْ

والسُّحَفْنِيةُ‏:‏ دابّةٌ؛ عن السِّيرافي، قال‏:‏ وأَظُنّها

السُّلَحْفِيةُ‏.‏ الأُسْحُفانُ‏:‏ نَبْتٌ يَمتَدُّ حِبالاً على الأَرض له ورَق كورَق

الحَنْظَلِ إلا أَنه أَرَقُّ، وله قُرُون أَقصر من قرون اللُّوبياء فيها حبّ

مُدَوّر أَحمر لا يؤكل، ولا يَرْعى الأُسْحُفانَ شيء، ولكن يُتداوى به من النَّسا؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

سخف‏:‏ السخْفُ والسَّخْفُ والسَّخافةُ‏:‏ رِقَّةُ العقل‏.‏ سَخُفَ، بالضم، سَخافةً، فهو سَخِيفٌ، ورجل سَخِيف العَقلِ بَيِّنُ السَّخْفِ، وهذا من سُخْفةِ عَقْلِك‏.‏ والسَّخْفُ‏:‏ ضَعْف العقل، وقالوا‏:‏ ما أَسْخَفَه قال

سيبويه‏:‏ وقع التعجب فيه ما أَفْعَلَه وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بِلَوْنٍ ولا

بِخِلْقةٍ فيه، وإنما هو من نُقْصانِ العقل، وقد ذكر ذلك في باب

الحُمْق‏.‏ وساخَفْتُه‏:‏ مثل حامَقْته، وسَخُفَ السِّقاءُ سُخْفاً‏:‏ وهَى‏.‏ وثَوْبٌ

سَخِيفٌ‏:‏ رقيق النسْج بَيِّنُ السَّخافةِ، والسَّخافة عامٌ في كل شيء نحو

السَّحاب والسَّقاء إذا تَغَيَّرَ وبَليَ، والعُشْبِ السَّخيفِ، والرجلِ

السخِيفِ‏.‏ وسَحاب سَخيف‏:‏ رقيق، وكلُّ ما رَقَّ، فقد سَخُفَ‏.‏ ولا يكادون

يستعملون السُّخْفَ إِلا في رِقة العقل خاصّة‏.‏ وسَخْفة الجوعِ‏:‏ رِقَّتُه

وهُزالُه‏.‏ وفي حديث إسلام أَبي ذر‏:‏ أَنه لَبِثَ أَياماً فما وجد سَخْفةَ

الجوع أَي رقته وهزاله‏.‏ ويقال‏:‏ به سخفة من جوع‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ السخف، بالفتح، رِقَّةُ العيش، وبالضم رقة العقل، وقيل‏:‏ هي الخفَّة التي تعتري الإنسان

إذا جاع من السخف، وهي الخفة في العقل وغيره‏.‏ وأَرض مَسْخَفةٌ‏:‏ قليلة

الكلإِ، أُخِذ من الثوب السَّخِيفِ‏.‏ وأَسْخَفَ الرجلُ‏:‏ رَقَّ مالُه وقَلَّ؛ قال رؤبة‏:‏

وإن تَشَكَّيْت من الإسْخاف

ونَصْل سَخِيفٌ‏:‏ طويل عَريض؛ عن أَبي حنيفة‏.‏ والسَّخْفُ‏:‏ موضع‏.‏

سدف‏:‏ السَّدَفُ، بالتحريك‏:‏ ظُلْمة الليل؛ وأَنشد ابن بري لحُمَيْد

الأَرْقط‏:‏

وسَدَفُ الخَيْطِ البَهِيم ساتِرُه

وقيل‏:‏ هو بَعْدَ الجُنْحِ؛ قال‏:‏

ولقد رَأَيْتُك بالقَوادِمِ مَرَّةً، وعَليَّ مِنْ سَدَفِ العَشِيِّ لِياحُ

والجمع أَسْدافٌ؛ قال أَبو كبير‏:‏

يَرْتَدْنَ ساهِرَةً، كأَنَّ جَمِيمَها

وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلم والسُّدْفةُ والسَّدْفةُ‏:‏ كالسَّدَف وقد أَسْدَفَ؛ قال العجاج‏:‏

أَدْفَعُها بالرَّاحِ كيْ تَزَحْلَفا، وأَقْطَعُ الليلَ إذا ما أَسْدَفا

أَبو زيد‏:‏ السُّدْفةُ في لغة بني تَميم الظُّلْمة‏.‏ قال‏:‏ والسُّدْفةُ في لغة قَيْس الضَّوْء‏.‏ وحكى الجوهري عن الأَصمعي‏:‏ السُّدْفةُ والسَّدْفةُ

في لغة نجد الظلمة، وفي لغة غيرهم الضَّوْء، وهو من الأَضْداد؛ وقال في قوله‏:‏

وأَقْطَعُ الليل إذا ما أَسدفا

أَي أَظلَم، أَي أَقطع الليل بالسير فيه؛ قال ابن بري‏:‏ ومثله للخَطَفى

جَدّ جرير‏:‏

يَرْفَعْنَ بالليلِ، إذا ما أَسْدَفا، أَعْناقَ جِنَّانٍ، وهاماً رُجَّفا

والسَّدْفةُ والسُّدْفةُ‏:‏ طائفة من الليل‏.‏ والسَّدْفةُ‏:‏ الضوء، وقيل‏:‏

اختِلاطُ الضوء والظلمةِ جميعاً كوقت ما بين صلاة الفجر إلى أَوّل

الإسْفار‏.‏ وقال عمارة‏:‏ السُّدْفةُ ظلمة فيها ضوء من أَول الليل وآخره، ما بين

الظلمة إلى الشَّفَق، وما بين الفجر إلى الصلاة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ والصحيح ما

قال عمارة‏.‏ اللحياني‏:‏ أَتيته بِسَدْفةٍ من الليل وسُدْفةٍ وشُدْفةٍ، وهو السَّدَفُ‏.‏

وقال أَبو عبيدة‏:‏ أَسْدَفَ الليلُ وأَزْدَفَ وأَشْدَفَ إذا أَرْخَى

سُتُورَه وأَظلم، قال‏:‏ والإسْدافُ من الأَضْداد، يقال‏:‏ أَسْدِفْ لنا أَي

أَضِئْ لنا‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ إذا كان الرجل قائماً بالباب قلت له‏:‏ أَسْدِفْ

أَي تَنَحَّ عن الباب حتى يُضيءَ البيتُ‏.‏ الجوهري‏:‏ أَسْدَفَ الصبحُ أَي

أَضاء‏.‏ يقال‏:‏ أَسْدِفِ البابَ أَي افْتَحْه حتى يُضيء البيتُ، وفي لغة

هوزان أَسْدِفُوا أَي أَسْرِجُوا من السِّراج‏.‏

الفراء‏:‏ السَّدَفُ والشَّدَفُ الظلمة، والسَّدَفُ أَيضاً الصُّبح

وإقْبالُه؛ وأَنشد الفراء لسَعْدٍ القَرْقَرَةِ، قال المفَضّل‏:‏ وسعدٌ

القَرْقَرةُ رجل من أَهل هَجَرَ وكان النعمان يضحك منه، فدعا النُّعْمان بفرسه

اليَحْمُوم وقال لسعدٍ القرقرَة‏:‏ ارْكبه واطْلُب عليه الوحش، فقال سعد‏:‏ إذاً

واللّه أُصْرَعُ، فأَبى النعمانُ إلا أَنْ يركبه، فلما ركبه سعد نظر إلى

بعض ولده قال‏:‏ وابِأَبي وُجُوهُ اليتامى ثم قال‏:‏

نحنُ، بَغَرْسِ الوَدِيِّ، أَعلَمُنا

مِنَّا بِرَكْضِ الجِيادِ في السَّدَفِ

والوَدِيُّ‏:‏ صِغار النخل، وقوله أَعلمُنا منا جَمعَ بين إضافةِ أَفْعَلَ

وبين مِن، وهما لا يجتمعان كما لا تجتمع الأَلف واللام ومن في قولك زيدٌ

الأَفضلُ من عمرو، وإنما يجيء هذا في الشعر على أَن تُجعل من بمعنى في كقول الأعشى‏:‏

ولَسْتُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًى

أَي ولست بالأَكثر فيهم، وكذا أَعلمنا مِنّا أَي فينا؛ وفي حديث وفد

تميم‏:‏

ونُطْعِمُ الناسَ؛ عِندَ القَحْطِ، كلَّهُمُ

من السَّديفِ، إذا لم يُؤنَسِ القَزَعُ

السَّدِيفُ‏:‏ لَحم السَّنامِ، والقَزَعُ‏:‏ السحابُ، أَي نطعم الشحْم في المَحْل؛ وأَنشد الفراء أَيضاً‏:‏

بِيضٌ جِعادٌ كأَنَّ أَعْيُنَهُم

يَكْحَلُها، في المَلاحِمِ، السَّدَفُ

يقول‏:‏ سوادُ أَعينهم في المَلاحِمِ باقٍ لأَنهم أَنجادٌ لا تَبْرُقُ

أَعينهم من الفَزَع فيغيب سوادها‏.‏ وأَسْدَفَ القومُ‏:‏ دخلوا في السُّدفة‏.‏

وليل أَسْدَفُ‏:‏ مظلم؛ أَنشد يعقوب‏:‏

فلما عَوَى الذِّئبُ مُسْتَعْقِراً، أَنِسْنا به، والدُّجَى أَسْدَفُ

وشرح هذا البيت مذكور في موضعه‏.‏ والسَّدَفُ‏:‏ الليلُ؛ قال الشاعر‏:‏

نَزُورُ العَدوَّ، على نَأْيه، بأَرْعَنَ كالسَّدَفِ المُظْلم وأَنشد ابن بري للهذلي‏:‏

وماءٍ وَرَدْتُ على خِيفَةٍ، وقد جَنَّه السَّدَفُ المُظلم وقول مُلَيْحٍ‏:‏

وذُو هَيْدَبٍ يَمْرِي الغَمامَ بِمُسْدِفٍ

من البَرْقِ، فيه حَنْتَمٌ مُتَبَعِّجُ

مُسْدِفٌ هنا‏:‏ يكون المُضيء والمظلم، وهو من الأَضداد‏.‏ وفي حديث علقمةَ

الثَّقفي‏:‏ كان بلال يأَتينا بالسَّحور ونحن مُسْدِفونَ فيَكْشِفُ

القُبَّة فيَسْدفُ لنا طعامنا؛ السُّدْفةُ تَقَعُ على الضِّياء والظلمة، والمراد

به في هذا الحديث الإضاءةُ، فمعنى مُسْدِفون داخلون في السُّدفةِ، ويُسْدِفُ لنا أَي يضيء، والمراد بالحديث المبالغة في تأْخير السحور‏.‏ وفي حديث

أَبي هريرة‏:‏ فَصَلِّ الفجر إلى السَّدَفِ أَي إلى بياض النهار‏.‏ وفي حديث

عليّ‏:‏ وكُشِفَتْ عنهم سُدَفُ الرِّيَبِ أَي ظُلَمُها‏.‏ وأَسْدَفُوا‏:‏

أَسْرَجُوا، هَوْزَنيّةٌ أَي لغة هَوازِنَ‏.‏ والسُّدفةُ‏:‏ البابُ؛ قالت امرأَة

من قَيْسٍ تهجو زوجها‏:‏

لا يَرْتَدِي مَرادِيَ الحَرِيرِ، ولا يُرى بِسُدْفَةِ الأَميرِ

وأَسْدَفَتِ المرأَةُ القِناعَ أَي أَرسلته‏.‏ ويقال‏:‏ أَسْدِفِ السِّتْرَ

أَي ارْفَعْه حتى يُضيء البيت‏.‏ وفي حديث أُمّ سلمةَ أَنها قالت لعائشة

لما أَرادت الخروج إلى البصرة‏:‏ تَرَكْتِ عُهَّيْدَى النبي، صلى اللّه عليه

وسلم، ووجَّهْتِ سِدافَتَه؛ أَرادتْ بالسِّدافة الحجاب والسِّتْر

وتَوْجِيهُها كَشفُها‏.‏ يقال‏:‏ سَدَفْتُ الحجاب أَي أَرْخَيْتُه، وحِجاب مَسْدوف؛ قال الأَعشى‏:‏

بِحِجابٍ من بَيْننا مَسْدُوفِ

قالت لها‏:‏ بِعَيْنِ اللّه مَهْواكِ وعلى رسوله تَرِدينَ قد وجَّهْتِ

سِدافَتَه، أَي هَتَكْتِ الستر أَي أَخذْتِ وجهها، ويجوز أَنها أَرادت

بقولها سدافته أَي أَزَلْتِها من مكانها الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه

وجعلتِها أَمامك‏.‏ والسُّدُوفُ والشُّدُوفُ‏:‏ الشُّخوص تراها من بُعْد‏.‏ أَبو عمرو‏:‏

أَسْدَفَ وأَزْدَفَ إذا نام‏.‏ ويقال‏:‏ وجَّه فلان سِدافته إذا تركها وخرج

منها، وقيل للسِّتر سِدافة لأَنه يُسْدَفُ أَي يُرْخَى عليه‏.‏

والسَّدِيف‏:‏ السَّنامُ المُقَطَّعُ، وقيل شَحْمُه؛ ومنه قول طرفة‏:‏

ويُسْعَى علينا بالسَّدِيفِ المُسَرهدِ

وفي الصحاح‏:‏ السَّديفُ السَّنامُ؛ ومنه قول المُخَبَّل السَّعْدِي

‏:‏

إذا ما الخَصِيفُ العَوْبَثانيُّ ساءنا، تَرَكْناه واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرهدا

وجمع سَدِيفٍ سَدائفُ وسِدافٌ أَيضاً؛ قال سُحَيم عبد بني الحَسْحاسِ‏:‏

قد أَعْقِرُ النابَ ذاتَ التَّلِيـ *** ـلِ، حتى أُحاوِلَ منها السديفا

قال ابن سيده‏:‏ يحتمل أَن يكون جمع سُدْفةٍ وأَن يكون لغة فيه‏.‏ وسدَّفه‏:‏

قَطَّعَه؛ قال الفرزدق‏:‏

وكلَّ قِرَى الأَضْيافِ نَقْرِي من القنا، ومُعْتَبَط فيه السَّنامُ المُسَدَّفُ

وسَدِيفٌ وسُدَيْفٌ‏:‏ اسمانِ‏.‏

سرف‏:‏ السَّرَف والإسْرافُ‏:‏ مُجاوزةُ القَصْدِ‏.‏ وأَسرفَ في ماله‏:‏ عَجِلَ

من غير قصد، وأَما السَّرَفُ الذي نَهَى اللّه عنه، فهو ما أُنْفِقَ في غير طاعة اللّه، قليلاً كان أَو كثيراً‏.‏ والإسْرافُ في النفقة‏:‏ التبذيرُ‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ والذين إذا أَنْفَقُوا لم يُسْرِفُوا ولم يَقْتُروا؛ قال

سفيان‏:‏ لم يُسْرِفُوا أَي لم يضَعُوه في غير موضعه ولم يَقْتُروا لم يُقَصِّروا به عن حقه؛ وقوله ولا تُسْرِفوا، الإسْرافُ أَكل ما لا يحل أَكله، وقيل‏:‏ هو مُجاوزةُ القصد في الأَكل مما أَحلَّه اللّه، وقال سفيان‏:‏

الإسْراف كل ما أُنفق في غير طاعة اللّه، وقال إياسُ بن معاوية‏:‏ الإسرافُ ما

قُصِّر به عن حقّ اللّه‏.‏ والسَّرَفُ‏:‏ ضدّ القصد‏.‏ وأَكَلَه سَرَفاً أَي في عَجَلة‏.‏ ولا تأْكلُوها إسْرافاً وبِداراً أَن يَكْبَرُوا أَي ومُبادَرة

كِبَرهِم، قال بعضهم‏:‏ إِسْرافاً أَي لا تَأَثَّلُوا منها وكلوا القوت على

قدر نَفْعِكم إياهم، وقال بعضهم‏:‏ معنى من كان فقيراً فليأْكل بالمعروف أَي

يأْكل قَرْضاً ولا يأْخذْ من مال اليتيم شيئاً لأَن المعروف أَن يأْكل

الإنسان ماله ولا يأْكل مال غيره، والدليل على ذلك قوله تعالى‏:‏ فإذا دفعتم

إليهم أَموالهم فأَشْهِدُوا عليهم‏.‏ وأَسْرَفَ في الكلام وفي القتل‏:‏

أَفْرَط‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ومَن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سُلطاناً

فلا يُسرِف في القتل؛ قال الزجاج‏:‏ اخْتُلِفَ في الإسراف في القتل فقيل‏:‏ هو أَنْ يقتل غير قاتل صاحبه، وقيل‏:‏ أَن يقتل هو القاتلَ دون السلطان، وقيل‏:‏

هو أَن لا يَرْضى بقتل واحد حتى يقتل جماعةً لشرف المقتول وخَساسة

القاتل أَو أَن يقتل أَشرف من القاتل؛ قال المفسرون‏:‏ لا يقتل غير قاتله وإذا

قتل غير قاتله فقد أَسْرَفَ، والسَّرَفُ‏:‏ تجاوُزُ ما حُدَّ لك‏.‏

والسَّرَفُ‏:‏ الخطأُ، وأَخطأَ الشيءَ‏:‏ وَضَعَه في غير حَقِّه؛ قال جرير يمدح بني

أُمية‏:‏

أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدوها ثمانِيةٌ،

ما في عَطائِهمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ

أَي إغْفالٌ، وقيل‏:‏ ولا خطأ، يريد أَنهم لم يُخْطِئوا في عَطِيَّتِهم

ولكنهم وضَعُوها موضعها أَي لا يخْطِئون موضع العَطاء بأَن يُعْطُوه من لا

يَسْتَحقُّ ويحرموه المستحق‏.‏ شمر‏:‏ سَرَفُ الماء ما ذهَب منه في غير سَقْي

ولا نَفْع، يقال‏:‏ أَروت البئرُ النخيلَ وذهب بقية الماء سَرَفاً؛ قال

الهذلي‏:‏

فكأَنَّ أَوساطَ الجَدِيّةِ وَسْطَها، سَرَفُ الدِّلاء من القَلِيبِ الخِضْرِم

وسَرِفْتُ يَمينَه أَي لم أَعْرِفْها؛ قال ساعِدةُ الهذلي‏:‏

حَلِفَ امْرِئٍ بَرٍّ سَرِفْتُ يَمِينَه، ولِكُلِّ ما قال النُّفُوسُ مُجَرّبُ

يقول‏:‏ ما أَخْفَيْتُك وأَظْهَرْت فإنه سيظهر في التَّجْرِبةِ‏.‏

والسَّرَفُ‏:‏ الضَّراوةُ‏.‏ والسَّرَفُ‏:‏ اللَّهَجُ بالشيء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنَّ عائشة، رضي اللّه عنها، قالت‏:‏ إنَّ للَّحْم سَرَفاً كسَرَفِ الخمر؛ يقال‏:‏ هو من الإسْرافِ، وقال محمد بن عمرو‏:‏ أَي ضَراوةً كضراوةِ الخمر وشدّة

كشدَّتها، لأَن من اعتادَه ضَرِيَ بأَكله فأَسْرَفَ فيه، فِعْلَ مُدَمِن الخمر في ضَراوته بها وقلة صبره عنها، وقيل‏:‏ أَراد بالسرَفِ الغفلة؛ قال شمر‏:‏ ولم أَسمع أَن أحداً ذَهب بالسَّرَفِ إلى الضراوة، قال‏:‏ وكيف يكون ذلك

تفسيراً له وهو ضدّه‏؟‏ والضراوة للشيء‏:‏ كثرةُ الاعتِياد له، والسَّرَف بالشيء‏:‏

الجهلُ به، إلا أَن تصير الضراوةُ نفسُها سَرَفاً، أَي اعتيادُه وكثرة

أَكله سرَفٌ، وقيل‏:‏ السّرَفُ في الحديث من الإسرافِ والتبذير في النفقة

لغير حاجة أَو في غير طاعة اللّه، شبهت ما يَخْرج في الإكثار من اللحم بما

يخرج في الخمر، وقد تكرر ذكر الإسراف في الحديث، والغالب على ذكره الإكثار

من الذُّنُوب والخطايا واحْتِقابِ الأَوْزار والآثام‏.‏ والسَّرَفُ‏:‏

الخَطَأُ‏.‏ وسَرِفَ الشيءَ، بالكسر، سَرَفاً‏:‏ أَغْفَلَه وأَخطأَه وجَهِلَه، وذلك سَرْفَتُه وسِرْفَتُه‏.‏ والسَّرَفُ‏:‏ الإغفالُ‏.‏ والسَّرَفُ‏:‏

الجَهْلُ‏.‏ سَرِفَ القومَ‏:‏ جاوَزهم‏.‏ والسَّرِفُ‏:‏ الجاهلُ ورجل سَرِفُ الفُؤاد‏:‏

مُخْطِئُ الفُؤادِ غافِلُه؛ قال طَرَفةُ‏:‏

إنَّ امْرأً سَرِفَ الفُؤاد يَرى

عَسَلاً بماء سَحابةٍ شَتْمِي

سَرِفُ الفؤاد أَي غافل، وسَرِفُ العقل أَي قليل‏.‏ أَبو زيادٍ الكلابي في حديث‏:‏ أَرَدْتكم فسَرِفْتُكم أَي أَغْفَلْتُكم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ من هو مُسْرِفٌ مُرْتاب؛ كافر شاكٌّ‏.‏ والسرَفُ‏:‏ الجهل‏.‏ والسرَفُ‏:‏ الإغْفال‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَسْرَفَ الرجل إذا جاوز الحَدَّ، وأَسْرَفَ إذا أَخْطأَ، وأَسْرَفَ إذا غَفَل، وأَسرف إِذا جهِلَ‏.‏ وحكى الأَصمعي عن بعض الأعرابي وواعده

أَصحاب له من المسجد مكاناً فأخلفهم فقيل له في ذلك فقال‏:‏ مررت

فسَرِفْتُكم أَي أَغْفَلْتُكم‏.‏

والسُّرْفةُ‏:‏ دُودةُ القَزِّ، وقيل‏:‏ هي دُوَيْبَّةٌ غَبْراء تبني بيتاً

حسَناً تكون فيه، وهي التي يُضرَبُ بها المثل فيقال‏:‏ أَصْنَعُ من سُرْفةٍ، وقيل‏:‏ هي دُويبة صغيرة مثل نصف العَدَسة تثقب الشجرة ثم تبني فيها

بيتاً من عِيدانٍ تجمعها بمثل غزل العنكبوت، وقيل‏:‏ هي دابة صغيرة جدّاً

غَبْراء تأْتي الخشبة فَتَحْفِرُها، ثم تأْتي بقطعة خشبة فتضعها فيها ثم أُخرى

ثم أُخرى ثم تَنْسِج مثل نَسْج العنكبوت؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ وقيل

السُّرْفةُ دويبة مثل الدودة إلى السواد ما هي، تكون في الحَمْض تبني بيتاً من عيدان مربعاً، تَشُدُّ أَطراف العيدان بشيء مثل غَزْل العنكبوت، وقيل‏:‏ هي

الدودة التي تنسج على بعض الشجر وتأْكل ورقه وتُهْلِكُ ما بقي منه بذلك

النسج، وقيل‏:‏ هي دودة مثل الإصبع شَعْراء رَقْطاء تأْكل ورق الشجر حتى

تُعَرِّيَها، وقيل‏:‏ هي دودة تنسج على نفسها قدر الإصْبع طولاً كالقرطاس ثم تدخله فلا يُوصل إليها، وقيل‏:‏ هي دويبة خفيفة كأَنها عنكبوت، وقيل‏:‏ هي

دويبة تتخذ لنفسها بيتاً مربعاً من دقاق العيدان تضم بَعضها إلى بعض بلعابها

على مثال الناووس ثم تدخل فيه وتموت‏.‏ ويقال‏:‏ أَخفُّ من سُرْفة‏.‏ وأَرض

سَرِفةٌ‏:‏ كثيرة السُّرْفةِ، ووادٍ سَرِفٌ كذلك‏.‏ وسَرِفَ الطعامُ إذا ائْتَكل

حتى كأَنَّ السرفة أَصابته‏.‏ وسُرِفَتِ الشجرةُ‏:‏ أَصابتها السُّرْفةُ‏.‏

وسَرِفَةِ السُّرْفةُ الشجرةَ تَسْرُفها سَرْفاً إذا أَكلت ورَقها؛ حكاه

الجوهري عن ابن السكيت‏.‏ وفي حديث ابن عمر أَنه قال لرجل‏:‏ إذا أَتيتَ مِنًى

فانتهيت إلى موضع كذا فإن هناك سَرْحةً لم تُجْرَدْ ولم تُسْرَفْ، سُرَّ

تحتها سبعون نبيّاً فانزل تحتها؛ قال اليزيدي‏:‏ لم تُسْرَفْ لم تُصِبْها

السُّرْفةُ وهي هذه الدودة التي تقدَّم شرحها‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ السَّرْفُ، ساكن الراء، مصدر سُرِفَتِ الشجرةُ تُسْرَفُ سَرْفاً إذا وقعت فيها

السُّرْفةُ، فهي مَسْرُوفةٌ‏.‏ وشاة مَسروفَةٌ‏:‏ مقطوعة الأُذن أَصلاً‏.‏

والأَُسْرُفُّ‏:‏ الآنُكُ، فارسية معرَّبة‏.‏

وسَرِفٌ‏:‏ موضع؛ قال قيس بن ذَريحٍ‏:‏

عَفا سَرِفٌ من أَهْله فَسُراوِعُ

وقد ترك بعضهم صَرْفَه جعله اسماً للبقعة؛ ومنه قول عيسى بن أَبي جهمة

الليثي وذكر قيساً فقال‏:‏ كان قَيْسُ بن ذَريحٍ منَّا، وكان ظريفاً شاعراً، وكان يكون بمكة ودونها من قُدَيْدٍ وسَرِف وحولَ مكة في بواديها‏.‏ غيره‏:‏

وسَرِف اسم موضع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه تزوّج مَيْمُونةً بِسَرِف، هو بكسر

الراء، موضع من مكة على عشرة أَميال، وقيل‏:‏ أَقل وأكثر‏.‏ ومُسْرِفٌ‏:‏ اسم، وقيل‏:‏ هو لقب مسلم بن عُقْبَةَ المُرِّي صاحب وقْعةٍ الحَرَّة لأَنه قد

أَسْرفَ فيها؛ قال عليّ بن عبد اللّه بن العباس‏:‏

هُمُ مَنَعُوا ذِمارِي، يومَ جاءتْ

كتائِبُ مُسْرِفٍ، وبنو اللَّكِيعَهْ

وإسرافيلُ‏:‏ اسم أعْجمي كأَنه مضاف إلى إيل، قال الأخفش‏:‏ ويقال في لغة إسْرافِينُ كما قالوا جِبْرِينَ وإِسْمعِينَ وإسْرائين، واللّه أَعلم‏.‏